2024-11-27 06:42 م

تعداد اللاجئين.. مخطط يقوده شعث أحرج السلطة وأحبطه فلسطينيو الخارج

2019-05-31
في خطوة غير مسبوقة أثارت معها الكثير من علامات الاستفهام حاول نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الخارجية والدولية، والمكلف بمسؤولية دائرة شؤون المغتربين، أن يفتح باباً أحكم إغلاقه الرئيس الراحل ياسر عرفات "أبو عمار" منذ سنوات طويلة.

إحصاء أعداد فلسطينيي الخارج، وعلى وجه الخصوص الموجودون داخل القارة الأوروبية، كـ"مغتربين" وليس كـ"لاجئين" كان هذا المخطط الذي يقوده شعث من أجل وضع أعداد رسمية لهم، ودون أي توافق فلسطيني على هذه الخطوة.

أحمد محيسن، المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج كشف أن الجالية الفلسطينية في الخارج، قد أحبطت مخطط شعث لإحصاء أعداد الفلسطينيين الموجودين في الدول الأوروبية كمغتربين وليس لاجئين مشردين من أرضهم من جراء الاحتلال الإسرائيلي.

وفي تصريحات خاصة لـ"الخليج أونلاين" أكد أن إحصاء أعداء الفلسطينيين في الخارج ضمن المخطط الذي يقوده شعث ودائرة المغتربين التي يعمل كمكلف بها، خطوة خطيرة ويهدف بها لحصر أعدادنا كبضعة آلاف فقط وكمغتربين في دول أوروبية.

خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه

وأوضح محيسن أن طريقة التعبير عن الجالية الفلسطينية من قبل السلطة خاطئة تماماً، فنحن لاجئون هُجرنا من أرضنا ووطننا بسبب المحتل الإسرائيلي وعنصريته، لا للسفر والسياحة، والتعامل معنا كـ"مغتربين" له دلالات خطيرة وتتماشى مع مخططات إنهاء قضية اللاجئين التي تقودها أمريكا و"إسرائيل".

وذكر أن هذا المخطط أحبطته بشكل رسمي الجالية الفلسطينية في القارة الأوروبية، التي رفضت التعامل معه وأفشلته قبل أن يتقدم خطوة واحدة نحو الأمام بعد حملة توعية كبيرة، مشدداً على أن قضيتهم "خط أحمر، ولا يجوز لأي كان أن يتجاوزه، ولن يسمح بذلك".

ولفت المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج إلى أن المخطط الذي يقوده شعث كانت قد تجرأت عليه في السابق ولأول مرة الباحثة "كرمة النابلسي"، التي كانت مدعومة من جامعة "أكسفورد" البريطانية، ولكن مخططها أوقف بأمر من الرئيس الراحل أبو عمار في حينه، ومُنعت من مواصلة عملها في ذلك.

محاربة "صفقة القرن"

مراسل "الخليج أونلاين" حاول التواصل مع نبيل شعث للوقوف على تفاصيل قضية "إحصاء لاجئي أوروبا" التي باتت مثار جدل، إلا أنه لم يُجب على الهاتف، فيما أقر عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، يحيى رباح، بوجود تحرك لإحصاء أعداد اللاجئين الفلسطينيين بالخارج.

وفي تصريحات خاصة لـ"الخليج أونلاين" دافع رباح عن هذه الخطوة، مؤكداً أن هدفها الرئيسي هو مساعدة اللاجئين في الخارج على تنظيم أوضاعهم وجالياتهم ومؤسساتهم، في إطار محاربة التوطين و"صفقة القرن" الأمريكية التي تستهدف وجودهم.

وأوضح القيادي الفتحاوي أن فلسطينيي الخارج يجب عليهم التعاون مع كل تحرك تجريه السلطة من أجل الحفاظ على قضيتهم، لافتاً إلى أن التحرك لإحصائهم وتوحيد مؤسساتهم المتشعبة لا يمس مكانتهم أو وجودهم بل سيكون خطاً للدفاع عنهم في وجه كل المخططات التي تستهدفهم.

ووفق آخر إحصائية رسمية صدرت عن جهاز الإحصاء الفلسطيني المركزي، فإن عدد الفلسطينيين تضاعف 9 مرات منذ "النكبة" ليبلغ بنهاية 2018 نحو 13.1 مليون نسمة، وعدد اللاجئين المسجلين لعام 2018 بلغ قرابة 6.02 ملايين لاجئ موزعين بين الأردن ولبنان وسوريا ودول الخليج، في حين يعيش آخرون في دول أوروبية والولايات المتحدة ودول أخرى، وهي الأرقام التي يشكك في مصداقيتها الكثير من فلسطينيي الشتات.

والجدير ذكره أن قضية اللاجئين الفلسطينيين تمر بأخطر مراحلها منذ وصول ترامب إلى كرسي البيت الأبيض، وسعيه من خلال قراراته لتمزيقها وتغييبها، بعد محاولة تجفيف المنابع المالية لوكالة الغوث (الأونروا)، وتضييق الخناق عليها، وفرض حلول التوطين والوطن البديل على ملايين اللاجئين حول العالم بعد أن حصرتهم إدارة ترامب بـ 40 ألف لاجئ فقط.
غزة- الخليج أونلاين (خاص)