زيارة الرئيس عباس للدوحة جاءت في وقت أعلنت فيه أمريكا عن عقد ورشة عمل اقتصادية بالمنامة في 25 و 26 حزيران المقبل بهدف تشجيع الاستثمار الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة على حد زعم الادارة الامريكية، وهناك مجموعة من الاسباب دفعت الرئيس الفلسطيني للتوجه نحو مشيخة قطر بدلا من السعودية، ويقول موقع (الوقت الاخباري) أن المملكة الوهابية السعودية دعمت السلطة الفلسطينية لسنوات طويلة، الا أن الرياض لم تسهم في لم الشمل الفلسطيني كما تفعل الدوحة حاليا، وهناك تقارير دولية كثيرة تتحدث عن تورط السعودية بتمرير بنود "صفقة القرن" على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته.
ويرى الموقع الاخباري انه عندما يأتي الرئيس الفلسطيني الى قطر على هذا النحو وفي مرحلة حساسة من تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، هذا يعني أن الأمر مربوط بصفقة القرن لا محالة ، وبما أن السلطة الفلسطينية تعاني من أزمة مالية طاحنة بعد وقف الدعم الأمريكي واقتطاع اسرائيل من أموال ضرائبها، ما جعلها تبذل جهودا حثيثة للحصول على دعم عربي، وطالبت السلطة الفلسطينية من الجامعة العربية توفير شبكة أمان، أو الحصول على قروض من الدول العربية، من دون أن تسفر مناشداتها عن استجابة جدية، لكن، المشيخة القطرية في السابع من أيار الجاري قررت عبر وزارة خارجيتها تخصيص مبلغ 480 مليون دولار كمساعدات الى الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ان السعودية لن تكون سعيدة كثيرا بزيارة الرئيس محمود عباس الى الدوحة خاصة وأنها كانت من أكثر الداعمين له فيما سبق حيث كانت تخصص للسلطة دعما سنويا بقيمة 220 مليون دولار، الا أن الرئيس الفلسطيني يرى أن صمت الرياض على صفقة القرن سيعرض القيادة برئاسته الى الخطر.
يضيف الموقع الاخباري أن صمت السعودية والأزمة المالية أجبرت الرئيس عباس على التوجه الى الدوحة التي تدعم الطرفين المتنازعين في فلسطين، السلطة وحماس، وهذا الامر قد يساهم في توحيد الصف الفلسطيني وتفضيل الرئيس عباس المساعدة القطرية على حساب علاقته بالسعودية يعد خطة جيدة من ناحية ايجاد حل للصراع بين الاشقاء الفلسطينيين.
وقطر أيضا لها مصلحة من دعم الفلسطينيين لتكسب ثقة الشارع العربي من جهة وتوصل رسالة الى السعودية بأنها قادرة على أن تحل محلها عندما تتراجع الرياض عن دعم قضايا الأمة، وهذا الأمر يعد نقطة لمصلحة الجوحة التي تحاصرها الرياض منذ حزيران 2017.
وذكر الموقع الاخباري في تحليله للزيارة التي قام بها الرئيس عباس للمشيخة القطرية: مرة جديدة تنجح الدوحة في كسب الرهان السياسي والدبلوماسي في المنطقة، ومرة أخرى تخسر دبلوماسية محمد بن سلمان ويبتعد كثيرا عن هموم الشارع العربي، فقطر لها مصالح من دون أدنى شك لكن مصالحها من ناحية الشكل لا تتعارض مع مصالح الشارع العربي ونبضه وهمومه.