2024-11-27 08:34 م

"القمم السلمانية" في مكة هي الأخطر على القضية الفلسطينية

2019-05-22
القدس/المنـار/ تستضيف المملكة الوهابية السعودية نهاية الشهر الجاري 3 قمم في مدينة مكة، الأولى لمنظمة التعاون الاسلامي والثانية لمجلس التعاون الخليجي والثالثة قمة عربية، واختيار النظام السعودي لمدينة مكة لعقد هذه القمم ليس صدفة، بل يسعى للظهور بمظهر المعتدى عليه، مع أنه مقاول الحروب البربرية والهمجية التي تقف وراءها اسرائيل وأمريكا، والاجرام الوهابي الوحشي واضح تماما في الساحة اليمنية. ومن بين أهداف "القمم السلمانية" اظهار ايران على أنها العدو الأول للعرب وليس اسرائيل، التي تقيم معها الرياض تحالفا خطيرا يستهدف ضرب قضايا الامة.
وتقول دوائر مطلعة لـ (المنـار) أن قمم مكة هي الأخطر استراتيجيا على القضية الفلسطينية، لا سيما أنها تعقد في ظل توترات اقليمية كبرى وانشغال العالم العربي بالكثير من الازمات بدءا من السودان وليس انتهاء في ليبيا.
وتضيف الدوائر، قد تعمد قمة مكة الاسلامية لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني عبر "الورشة الاقتصادية"،ولكن، هذه الورشة الاقتصادية هي مقدمة طبيعية لورشة سياسية اخرى تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وتطبيق صفقة القرن التي ستصطدم بواقع الشعوب، حتى وان عمدت الأنظمة الى دعمها.
ولا نستبعد اطلاق الخطابات الرنانة في قمة مكة دعما للقضية الفلسطينية، ولكن ما يجري تحت الطاولة هو العكس تماما، وبالتالي فان المستفيد الأول والأكبر على هذا الصعيد هو اسرائيل.
هذه القمم التي تعقد في أطهر الأراضي الاسلامية تصب بشكل رئيس في صالح الاسرائيليين والامريكيين، ومهمتها اضفاء شرعية على الاحتلال الامريكي للخليج وتغطية صفقة القرن بشكل كامل، والاستمرار بتأجيج الصراع مع ايران واعتبارها عدوا أساسا للعرب.
ويرى المراقبون أن هذه القمم تأتي في ظل انتشار عسكري امريكي في الخليج، لحوالي ثلاثين ألف جندي في السعودية والامارات والبحرين وهناك ضغوط على الكويت لتقبل الفكرة، وهنا يكون دونالد ترامب الرئيس الامريكي قد أمسك مع القواعد الامريكية المنتشرة في الخليج بأهم "خط نفط" متحما في اقتصاده وسياساته لمدة طويلة من الزمن، وربما الى مرحلة نفاذ النفط أما سبل تمويل الاتفاق على الاحتلال الامريكي للخليج، فهذه بديهية يتولاها ال سعود وزايد ويضيفون عليها تكاليف الحملة الانتخابية لترامب، ويشير المراقبون هنا، الى أن الرساميل الخليجية والاحتلال الامريكي هما من ضرورات تمرير صفقة القرن، ولهذا السبب دعا الملك الوهابي الى قمة عربية تتقاطع مع قمة أخرى خليجية تحت رعاية جامعة الدول العربية وهي من أكبر المؤسسات الداعمة للانهيار العربي.