2024-11-30 07:36 ص

ماذا وراء تجميد جهود المخابرات المصرية لانهاء الانقسام

2019-05-19
القدس/المنـار/ يبدو أن القاهرة قد جمدت جهودها المتعلقة بانجاز المصالحة في الساحة الفلسطينية، وهذا الموقف المصري، لم يأت من فراغ، فهي معنية بانهاء الانقسام بين جناحي الوطن، خاصة وأن أحدهما في دائرة الأمن القومي المصري، كذلك هي لا تقبل خروج ملف المصالحة من رعايتها، لكن، هذا الجمود له أسبابه وعوامله، رغم استماتة جهاز المخابرات المصري لتحقيق تقدم في هذا الملف، فهذا الجهاز هو الممسك بملفات عديدة خاصة تلك التي تتعلق بصراعات أو ساحات خارج مصر، وان كان له نشاط كبير واسع على صعيد الامن الداخلي.
رئيس الجهاز الأمني المصري النشط، هو عباس كامل الذي خدم في الاستخبارات العسكرية والمخابرات الحربية، وتربطه علاقات عضوية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي خدم هو الاخر في المخابرات الحربية، وكان في خضم الاتصالات بين مصر وعدد من الدول.
مدير المخابرات المصرية تصفه بعض الدوائر بأنه هو الذي يرسم العلاقات وعناصرها وتفاصيلها مع كل من اسرائيل وامريكا ومع الفلسطينيين، وبالتالي بين يديه الاسرار والتفاصيل وأحد أهم أعمدة وركائز النظام في القاهرة ويتمتع بثقة رأس هذا النظام عبدالفتاح السيسي.
وتجميد جهود مصر في ملف المصالحة، تحكمت فيها عدة عوامل، وربما أرجأت القاهرة تفعيله الى مرحلة قادمة، فهناك التوتر بين غزة واسرائيل، والخوف من مواجهة عسكرية واسعة بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل، لن تكون الساحة المصرية بمنأى عن تداعياتها، فعودة القاهرة الى هذا الملف حتمية خشية أن يحط في عاصمة أخرى تحت رعاية قيادتها، لا تربطها علاقات جيدة مع القيادة المصرية، وهنا، تهديد لأمن مصر القومي، فقطاع غزة في الخاصرة المصرية.
أما العامل الاخر، الذي تراه الدوائر السياسية مركزيا وأساسيا وهو اقتراب موعد طرح صفقة القرن، ويبدو حسب هذه الدوائر أن القاهرة غير معنية بانجاز المصالحة في الساحة الفلسطينية في هذه المرحلة، حيث أن تكريس الانقسام ـ ولو مؤقتا ـ هو جزء من هذه الصفقة.
لكن، الملاحظ، أن مصر لم تشر حتى الان الى الطرف المعرقل لتحقيق المصالحة، رغم ادراكها التام لذلك، وما يلفت الانتباه في هذا الموضوع أن طرفي الصراع حماس وفتح جمدتا الحديث عن المصالحة.