2024-11-27 10:33 م

خفايا لقاء الرياض الثلاثي عشية تفجيرات "الفجيرة"

2019-05-14
القدس/المنـار/ في الوقت الذي تدفع فيه الولايات المتحدة بمدمراتها وطيرانها وسفنها الحربية وقواتها العسكرية الى المنطقة، وفي الوقت الذي تنعق فيه أبواق السعودية والامارات تحريضا وتحشيدا ضد ايران بتنسيق كامل مع اسرائيل.. تعرضت ناقلات وسفن تجارية في "الفجيرة" بالامارات الى هجمات لم يعلن حتى الان عن الجهة التي تقف وراء هذا الحادث الذي قد يتكرر بصور وأشكال اخرى، لتبيان الاهداف والاغراض في منطقة حساسة يتصاعد فيها التوتر وتفرض فيه العقوبات تباعا على الجمهورية الاسلامية الايرانية، منطقة تقع على برميل بارود متفجر بانتظار عود ثقاب تشتعل بسببه ساحات عديدة، في حرب مدمرة، لا أحد يتكهن كيف ستنتهي، وما تداعياتها واثارها.
ما حدث في ميناء الفجيرة هو تصعيد للتوتر في المنطقة، حدث تخريبي، الجهة التي نفذته مستفيدة ولها مصلحة في تفجير المنطقة، حدث يهدد سلامة الملاحة البحرية وحركة التجارة العالمية وامدادات الطاقة الدولية، فخليج عمان يعد ممرا بحريا للشحن الدولي ويستحوذ على 40% من حركة نقل صادرات النفط في العالم كون مياهه العميقة تسمح بمرور ناقلات النفط، وبالتالي أية أحداث تشهدها هذه المنطقة تؤثر سلبا على الاقتصاد ويؤدي الى ارتفاع اسعار النفط في السوق العالمية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو، من هي الجهة التي تقف وراء حادث "الفجيرة"؟! وما هي الأسباب والدواعي والأهداف؟!. 
بالتأكيد أن الحدث مؤامرة قامت بها أيادي خفية من أجل تفجير الأوضاع في المنطقة ولها مصلحة في ذلك، لذلك فان السعودية والامارات واسرائيل هي من لها المصلحة والدور المحوري في اشعال الفتنة والمواجهة العسكرية بين أمريكا وايران، مؤامرة تشترك فيها وتباركها أجنحة متطرفة عنصرية داخل ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تهدف في المحصلة الى دفع الادارة الامريكية الى شن حرب عدوانية على ايران، تكون تفجيرات الفجيرة الذريعة والحجة شبيهة بذريعة وجود سلاح نووي في العراق، التي لفقتها أجهزة اسرائيل الاستخبارية، ودفعت واشنطن الى احتلال العراق وهي الذريعة التي ثبت كذبها.
(المنــار) استنادا الى أكثر من مصدر مطلع وتقرير استخباري، تكشف أن تفجيرات الفجيرة، التي الحقت اضرارا في سفن تجارية غير محملة ـ وهذا ليس صدفة ـ تم الترتيب لها بين الرياض وأبوظبي وتل أبيب وبعلم جهات متطرفة في البيت الأبيض بهذا الترتيب.
المصادر والتقارير تؤكد أنه قبل الحدث بأيام قليلة التقى محمد بن زايد ومحمد بن سلمان في الرياض وشارك في اللقاء مسؤولون أمنيون اسرائيليون، وصلا الرياض برفقة مسؤولين أمنيين اثنين من السعودية والامارات كانا وصلا الى اسرائيل قبل عقد اللقاء في أحد قصور ابن سلمان في العاصمة السعودية، وجدير بالذكر أن الجهات الثلاث لم توقف تحريضها ضد ايران، وتقدم تقارير استخبارية كاذبة لواشنطن، من بينها أن القوات الايرانية لديها خطط لاستهداف قوات ومصالح امريكا في المنطقة فمصلحة الجهات المذكورة هي بدفع الولايات المتحدة لشن حرب ضد ايران، فكانت هذه الاعمال التخريبية في ميناء الفجيرة، لتكون الذريعة التي تقدمها السعودية واسرائيل والامارات لواشنطن لتنفيذ عدوانها ضد الشعب الايراني، ويلاحظ هنا أن الولايات المتحدة بعد وقوع الحادث قامت بمزيد من التحشيد العسكري في المنطقة، وتصاعدت التهديدات ضد ايران.
ليس من مصلحة ايران في ظل هذه الاجواء المتصاعدة توترا في المنطقة أن تنفذ مثل هذه الاعمال، لذلك، من المستبعد أن تكون طهران وراء هذه التفجيرات الغامضة ولا تفاصيل واسعة عنها، لكن، التحريض الذي تمارسه تل أبيب وأبوظبي والرياض ضد ايران والاتهامات العاجلة التي توجهها لطهران قد تؤدي الى ازمة خطيرة تخرج من نطاق السيطرة مع الاشارة هنا الى أن الاستراتيجية الايرانية تعتمد على مبدأ النفس الطويل، وبالتالي، هي لم ولن تعطي واشنطن الذريعة لاشعال الحرب، واذا ما انساق ترامب وراء هذه العواصم وأكاذيبها ووراء صقوره فان ايران لن تقف مكتوفة الأيدي وستضطر للرد بمهاجمة ابار النفط والقواعد العسكرية الامريكية وتضرب اسرائيل أيضا، ويبدو أن واشنطن ومن أجل المزيد من الاموال الخليجية، تواصل قرع طبول الحرب لطمأنة أنظمة الردة في الخليج، وهذا ما نراه واضحا عندما استعرض دونالد ترامب الخطط العسكرية ضد ايران من خلال اجتماع لكبار مساعديه لشؤون الأمن، لكن، حسب بعض المصادر فان ترامب في حالة تردد ويخشى تورط أمريكا في صراع دموي طويل، تتلاشى فيه كل الضوابط والمحاذير والخطوط الحمراء.
حادث الفجيرة مفتعل، ومبيت ومدروس تقف وراؤه جهات لها مصلحة في أن تشتعل الحرب بين امريكا وايران، حادث تم التخطيط له، ضد "ناقلات فارغة".. من جانب اسرائيل والسعودية والامارات، لاتخاذه ذريعة لشن حرب بربرية ضد ايران.