الربيع العربي ضرب العديد من موازين القوى والتقاليد السياسية المتعارف عليها، وأضعف دولا رائدة كمصر وسوريا والعراق، ونقل موازين القوى الى دول أخرى كالسعودية ودول خليجية، وقادة اسرائيل ليسوا سحرة، وانما قادرون على استغلال الفرص وتسويق اسرائيل كدولة يمكن الاستفادة منها والاعتماد عليها، وتراجعت الاهتمامات بالقضية الفلسطينية، وانتقل العمل السياسي العربي الى مرحلة جديدة غابت هذه القضية عن أجنداتها وأولوياتها.
استغلت اسرائيل الربيع العربي، واستفادت من الفوضى التي خلقها، وباتت ساحات كثيرة في خدمتها بشكل كامل، وتحولت العديد من الأنظمة في اوروبا وأمريكا اللاتينية نحو اليمين الداعم لتل أبيب، وتحالفات وصداقات من الدول مع الولايات المتحدة فتحت الكثير من الابواب لصالح اسرائيل وهي مستمرة في الاستفادة منها، ترجمة لبرامجها ومخططاتها وخدمة لسياساتها ومواقفها.