أما الساحة الفلسطينية فهي في حالة تذمر، سببه الاحباط مما يجري ويدور، ولم تعد مكترثة بتشكيل هنا أو تعيين هناك، فرأي الشارع لا يؤخذ به، وتحذيراته ووجهت بالصمم، وبالتالي هو غير مطمئن من حيث الأهداف وسلامة الاختيار، ويخشى من الانشغال والمجهول، فالصدوع كثيرة، و العكننة تفشت.. والمصالح الشخصية طغت، فهل نحن ذاهبون الى التهلكة أم نحو نهوض انتظره الشارع طويلا.
بين فتح وحماس، لا مصالحة فالمشاريع والأهداف متباينة، ولا تلاقي بينها، والهوة تتسع والخنادق تتجه نحو الصدام وليس الردم.
وعودة الى ما يتردد عن تشيكل وزاري جديد.. هناك من يدفع باتجاهه بحثا عن موقع آخر، وحقيبة وزارية، تضاف الى السيرة الذاتية الي يجمع بنودها، وهناك من يريد التشكيل نكاية برئيس الوزراء الحالي، وآخر، يدفع باتجاه التسريع نحو القطيعة النهائية مع الخصوم، وقليلون هم الذين يريدون تشكيلا وزاريا جديدا قد يولد نهوضا في ساحة تعيش الألم والاحباط والقلق.
في ظل هذه الحالة، تواصل اسرائيل ترجمة مشاريعها وبرامجها، وتتجمع انظمة الردة لاقصاء القيادة، والسير نحو تصفية القضية الفلسطينية بغطاء مبادراتي، خادع، والماولون يحملون المال السياسي شراء ذمم، في خطط تخريبية تكفلت بها أنظمة الردة والخيانة.
وفي الافق دعوة لحوارات في عواصم عدة، وللاسف المتصارعون عجزوا عن "لملمة" مشاكلهم وحلها في الساحة وداخل الوطن، وقبلوا على انفسهم التنقل بملف المصالحة بين العواصم، وهناك دعوة روسية لحوار يجمع كل الفصائل والحركات منتصف الشهر القادم في موسكو، لعل وعسى.
وهنا، هل يتأجل الاعلان عن تشكيل وزاري كامل أو تعديل واسع الى بعد التئام هذا الحوار، أو أن هذه الخطوة ستسبقه، وهنا لا فائدة من الذهاب الى موسكو، وعندها سيتركز الحديث عن انتخابات تشريعية، بمن حضر وسيكون الغرباء وأصحاب الاحضان الدافئة جاهزين وحاصرين والمفاجآت هي سيد الموقف في المرحلة القادمة.
وما نرغب التخذير منه، هو أن تتطور الصراعات والخلافات بفعل أنظمة الردة وجماعات الشر الى استخدام اساليب مواجهة، عنوانها العنف، احراجا لطرف دون آخر، قد تشجع العدو الاساس الى التدخل لاحداث الفوضى واشعال المزيد من العنف المحموم، وتندفع بقوة أكبر الانظمة العابثة للاسراع في ترجمة خططها، تعميق انقسام نحو انفصال كامل.
الان، وبشأن تردد الحديث عن تشكيل حكومة أو تعديا واسع يطرأ على الحكومة الحالية، يمكن القول أن كل خطوة في هذا الاتجاه محسوبة ولها غاياتها، حكومة فصائلية اي حكومة منظمة التحرير، هي الاخرى ليس من السهل تشكيلها فهل ستنضم كافة الفصائل أما أن بعضها سيرفض ويتحفظ،
وهناك صراع الحقائب والمطالب، واذا تعذر مشاركة كافة فصائل المنظمة، وبعضها غاضب على فتح، فان فتح والمستقلين سينفردان بحقائب الوزارة، وهنا، يبرز عامل مهم وخطير، هو كيف ستكون عليه مقاييس الاختيار، وماذا ستفعل التقارير الكيدية، وجولات المصالح الشخصية والمحسوبية، فتتكون الحكومة، كما يقومل المثل "كأنك يا أبو زيد ما غزيت".
اللجنة المركزية ورئيسها، ستكون لهم اليد الطولى في التشكيل أو التعديل، هؤلاء الاعضاء غير راغبين ببقاء رامي الحمدالله، الذي تفرد خلال السنوات الماضية، وبات يشكل "فصيلا" مع سوء في الاداء، والتطلعات عالية غير أن البعض يقول أن رئيس المركزية معني ببقاء الحمدالله مع تعديل واسع وعدم الاقتراب من بعض الحقائب.
واذا ما انتصرت المركزية في موقفها، فان أحد أعضاءها ستسند اليه تشكيل الحكومة، والمطروح أو المرشحون محمد اشتية، حسين الشيخ وربما صائب عريقات، وهناك صراعات حول من يكلف، صراع، بين محمود العالوا وجبريل الرجوب، ولكل انصاره داخل اللجنة المركزية، لكن، ما وراء الستار، هناك مواقف متضاربة فهذا ليلا مع ذاك، ونهارا تنعكس الاية، وهذا الصراع بين محورين، يصب في صالح عضو آخر، لم يعتد على لعبة المحاور وتبقى الكلمة النهائية للرئيس محمود عباس ولا اعتراض على من يختاره فلديه الدائرة الاقرب، وعنده ايضا، غير المتمحور وهنا يضاف الى المرشحين اسم روحي فتوح.
والسؤال الذي ستجيب عنه الايام القادمة، هل سيتم التشكيل او التعديل قبل حوار موسكو أم بعده، دون ان نتجاهل او نتناسى تأثيرات قادمة من دول الاقليم، المجاورة، أم البعيدة نوعا ما.. فالعبث والتدخل لم يتوقف والسبب الاول في ذلك، هو حالة الاختراق المستمرة حتى في اضيق الدوائر وأعلى المستويات.