كمال خلف
بدأت خارطة السيطرة في ادلب وارياف الشمال السوري تحديدا في مناطق سيطرة الجماعات المسلحة هناك تتبدل على وقع المعارك الطاحنة في الشمال، وانطلقت المعارك على خلفية وصول أنباء اجتماع جمع ضباط اتراك رفيعي المستوى، مع قادة ما يسمى الجبهة الوطنية، حيث وصل للجولاني تفاصيل ذاك الاجتماع الذي أبلغ به الضباط الاتراك قادة المجموعات بقرار اجتثاث هيئة تحرير الشام، وأن الأمر بات محسوما، فسارع الجولاني إلى فتح المعركة بعد أن تأكد من صحة ما دار في اللقاء، وقرب الهجوم على معاقله.
وسيطرت “هيئة تحرير الشام” جبهة النصرة سابقا المصنفة تنظيما ارهابيا خلال الساعات الماضية على كامل ريف حلب الغربي بعد اشتباكات استمرت لأيام مع فصائل مدعومة من تركيا، وتمكنت الهيئة من كسر حركة” نور الدين الزنكي” عسكريا، بعد معارك طاحنة وصفت بالدموية بعد سقوط مئات القتلى فيها.
ودخلت الهيئة بلدة قبتان الجبل، آخر معقل لحركة نور الدين الزنكي في ريف حلب الغربي، بعد مقتل معظم مسلحي “الزنكي” واستسلام آخرين، فيما لجأ قسم آخر منهم إلى عفرين التي تقع الان تحت سيطرة تركيا.
وفي تطور لافت دخلت قوات “درع الفرات” التابعة مباشرة لتركيا في المعارك بعد أن تبين أن الهيئة استطاعت ابتلاع الفصائل، واندلعت اشتباكات بين مقاتلي درع الفرات ومسلحي هيئة تحرير الشام قرب بلدة صلوة في ريف ادلب الشمالي، واكد قائد عسكري في درع الفرات توجه قواته الى المنطقة لتعزيز نقاط الفصائل المهزومة ووقف تقدم هيئة تحرير الشام.
واتهم المصدر “هيئة تحرير الشام بأنها تسعى للقضاء على فصائل المعارضة وانهاء وجودها في المناطق التي تتواجد فيها تلك الفصائل، وتتفرد هي بالسيطرة على المنطقة في الوقت الذي تستعد فيه قوات درع الفرات للمعارك مع المجموعات الانفصالية في ريف حلب وشمال سوريا”، حسب وصفه .
وبالتزامن مع احتدام القتال الداخلي عاد الطيران الحربي السوري إلى شن عدة غارات على مواقع المسلحين في ادلب استهدفت أرتالا للنصرة في بلدة دارة عزة والفوج 46 وكفرناها أثناء توجه هذه الأرتال إلى غرب مدينة حلب، ما أدى لتدمير عدة آليات للمسلحين ومقتل وإصابة عدد منهم، فيما سجل سقوط عدة قذائف صاروخية على أحياء حلب الجديدة والحمدانية اقتصرت أضرارها على الماديات. وحسب الخريطة العسكرية للسيطرة أصبحت “هيئة تحرير الشام” على خطوط التماس المباشر مع مناطق سيطرة الجيش السوري شمالا.
وتتجه الأنظار إلى التدخلات العسكرية المحتملة ، فبعد سيطرة جبهة النصرة على المنطقة أصبحت الطريق ممهدة لتدخل الجيش السوري وروسيا عسكريا لحسم الموقف في ادلب والارياف الشمالية، إذ تعتبر “جبهة النصرة”، حسب التوافقات خارج إطار اتفاق استانه، وعليه لم يعد من حاجز قانوني او في أطار التنسيق مع تركيا يمنع العمل العسكري المباشرة لمواجهة تنظيم تتفق الأطراف كافة على تصنيفه بأنه منظمة إرهابية.
والاحتمال الآخر أن تدخل تركيا بشكل مباشر الى المنطقة قبل الجيش السوري، ويعزز هذا الاحتمال ما أكدته مصادر عسكرية تركية عن وصول الاشتباكات إلى أماكن قريبة جدًّا من نقاط المراقبة التركية ومن أهمها منطقة دارة عزة، وحسب تصريح المصادر نفسها، أنه في حال استمرت الاشتباكات في المنطقة سيضطر الجيش التركي للتدخل لفك النزاع.
وليكون السؤوال المطروح حاليا، من سوف يعلن الحرب ويدخل أولا، وهل سيخضع هذا التدخل لتفهمات الروس والأتراك.
وكان الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، توصلا في وقت سابق إلى اتفاق لإقامة “منطقة منزوعة السلاح” في إدلب تحت سيطرة روسية تركية، ساهم في تجنب هجوم على هذه المحافظة التي تعتبر آخر معقل للفصائل المسلحة في سوريا.
ونص الاتفاق على أن تنسحب جميع الفصائل المسلحة التي وصفت بالمتطرفة من المنطقة المنزوعة السلاح، بما فيها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، ولكن هذا لم يحدث، ولم تلتزم تركيا بما وقعت عليه مع الجانب الروسي.