حتى الان حركة حماس ترفض حل التشريعي، وتطعن في قرار الدستورية، وبالتالي، ليس هناك من جانبها قرار واضح بالمشاركة في الانتخابات اذا ما حسمت لجنة الانتخابات الموعد المحدد لذلك، لكن، يجمع المراقبون على أن الحركة لن تقاطع هذه الانتخابات، خاصة وأنها ترى استطلاعات الرأي وقد أعطتها نسبة نجاح لا بأس بها، آملة في خارطة جديدة تفتح لها أبواب الامتداد وترسيخ الأقدام على امتداد الساحة، حتى الدول المناصرة والمحتضنة لها ستدفعها الى خوض هذه الانتخابات استنادا الى معطيات ترى أنها لا تسمح لحركة فتح بفوز ساحق، مع القدرة على استمالة تحالف انتخابي، للامساك بعنق الحكم في الساحة الفلسطينية، لكن، مع الاستفادة من دروس سابقة، وليس مستبعدا أن تربط الخيوط مع التحالف الفصائلي الذي تشكل حديثا بين خمسة فصائل.
ولا يعتقد المراقبون أن تغادر حماس المعركة الانتخابية ولا تخوضها، وما تعلنه هذه الايام من رفض للقرارات المتخذة بشأن ذلك، يعود الى عدم تأكدها من سعي فتح لاجرائها، بمعنى أنها سوف تستمر في الرفض ما دام موعد لعقدها لم يتحدد بعد، والمراقبون أيضا يشكون في توفر ظروف المعركة الانتخابية، ورغبة الجهة الداعية في انجازها. ان مواقف حماس وارتباطاتها وتحالفاتها جميعها تفيد بأنها لن تخلي الساحة لحركة فتح، وأنها ستخوض الانتخابات في حال اجريت، معتمدة على ما يمكن أن تلعبه من أوراق، تحقق لها انجازات ليست بالقليلة وفي مقدمتها وضع اقتصادي مريح في غزة، ونجاح صفقة تبادل الاسرى وتنشيط أنصارها في الضفة الغربية، وما ستتلقاه من مال سياسي من أنظمة اصطفت حماس في خندقها.