2024-11-27 11:26 م

الأردن نحو تحالفات جديدة دعما لاقتصادها واستقرار ساحتها

2019-01-03
القدس/المنـار/ تعيش الأردن أوضاعا اقتصادية صعبة، دفعت بمواطنيها الى النزول للشارع، واختلطت شعارات المطالبة بالعيش الكريم مع شعارات تطال النظام السياسي، وهذا ما يزعج القيادة الأردنية، التي باتت متأكدة بأن قوى خارجية تواصل عبثها في الساحة الاردنية.
لكن، السؤال المطروح وحسب ما يتردد في الشارع، الى أين تتجه الساحة الأردنية، التي تتعرض لضغوط اقتصادية وتحديات سياسية، ومحاولات ابتزاز من أنظمة تنظر الى الاردن، ساحة منافسة مع أنظمة أخرى وعبرها لتحقيق أهداف تخدم مصالح هذه الأنظمة، وليست اسرائيل بعيدة عن حمى التنافس، التي أخذت أعراضه بالظهور.
الأردن، انجرت وراء التحالف الدولي المعادي للشعب السوري، وتحولت اراضيه الى قواعد تدريب وغرف ارهابية ومسارات انطلاق للارهابيين واسحلتهم الى داخل سوريا، وتلقى الحكم في عمان وعودا كثيرة وكبيرة، كلها تتعلق بالوضع الاقتصادي، خاصة مع تدفق اللاجئين السوريين الى اراضيه، وما يشكله هذا من عبء على الاردن، وبعد أن توالت انتصارات الجيش السوري على العصابات الارهابية على امتداد الساحة السورية، وعدم ايفاء التظام الوهابي السعودي وغيره بوعدهم دعم الخزينة الاردنية، وزيادة حجم المعارضة للعبث السعودي في ساحة الاردن، اتحه النظام الاردني الى تغيير المسار بصورة مدروسة ودقيقة، وهو يرى أمامه المتغيرات والتطورات التي تستدعي التأمل، والاستعجال في اتخاذ المواقف التي يطالب بها الشعب خاصة فيما يتعلق بالجارة سوريا، وضرورة فتح صفحة جديدة بين دمشق وعمان، وهذا ما حدث مما أغضب الرياض التي واصلت ابتزازها والضغط على الشعب الاردني، الى درجة مطالبة النظام الوهابي السعودي نظام الحكم في الأردن والتخلي عن اشرافه على القدس والمقدسات مدخلا للتطبيع مع اسرائيل.
القيادة الأردنية، وبين يديها، كل تفاصيل التحولات وما يخطط له تتحه في هذه المرحلة الى عقد تحالفات جديدة أو الانضواء نحو تحالفات تحقق مصالحها، فاقتربت من دمشق وفتحت الحدود معها، وتحفظت على السياسة السعودية اتجاه الاردن، بل أبعد من ذلك، عندما حذرت من أي اقتراب من الوصاية الهاشمية على القدس، وعززت علاقاتها مع الجانب الفلسطيني لاغلاق الأبواب في وجه تحالف رافض للحق الفلسطيني ولأي دور قد يلعبه الأردن في الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
ويتوقع المراقبون أن تبدأ العلاقات الحدودية السورية الاردنية عهدا جديدا مثمرا، وأن تفتح القيادة الاردنية الطرق أمام تلاق واضح وصريح مع العراق وايران وغيرهما، مما يعزز صمود شعبها ويهدىء من روعه وقلقه ويمنحه أمالا بتحقيق قريب لمطالبه، وفي مقدمتها تحسين الوضع الاقتصادي ووقف ارتفاع الاسعار، والمناوشات التي تقع بين حين وآخر في الشارع الاردني.