2024-11-27 05:46 م

تفاهمات التهدئة في غزة.. خياران أمام حركة حماس؟!

2018-12-26
القدس/المنـار/ عوامل كثيرة تحكم طبيعة المواجهات بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وبين اسرائيل، هناك الصراع السياسي الدائر في اسرائيل والرغبة الجامحة لدى رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في الفوز بولاية جديدة في انتخابات مبكرة سيضطر للاعلان عنها قريبا.. والتطورات على الحدود سخونة أو تراجعا تشكل أحد هذه العوامل، مع تأثير التطورات والاوضاع في الضفة الغربية، التي ترى اسرائيل في المقاومة "حماس والجهاد" المحرك الرئيس، وهناك أهداف ومصالح الدول التي تشكل حلقة الوصل بين حماس وتل أبيب، وفي مقدمتها قطر ومصر وتركيا، وبشكل غير مباشر بل عبر مقاولين الامارات، فاحيانا كثيرة تتحكم هذه المصالح في الهدوء أو رفع وتيرة التوتر نحو مواجهات اكثر سخونة، دون تجاوز الخطوط الحمراء التي باتت مرسومة بجهود اقليمية ودولية، رحبت بها اسرائيل وحماس، فكلتاهما لا تريدان مواجهة واسعة على الاقل في المرحلة الحالية.
وشكلت العمليات المسلحة وردود الفعل في رام الله ومنطقتها مؤخرا الضوء الأحمر لتغيير قواعد اللعبة، بعد ما يمكن تسميته بـ (خلط الأوراق) ومدى استفادة أو خسارة الاطراف ذات العلاقة من ذلك.
ويبدو أن أحداث رام الله انعكست على الحال في قطاع غزة، فسارعت اسرائيل الى التهديد بكسر التفاهمات التي تم التول اليها بين حماس واسرائيل، واستدعى ذلك، رفع درجة الاستعداد العسكري من جانب اسرائيل، والحذر من جانب المقاومة لمواجهة أية تطورات قد تحدث على صعيد المواجهة وتراقب اسرائيل وتتابع العلاقة بين حماس والسلطة في ضوء التطورات الاخيرة في رام الله، وأضيف اليها قرار حل المجلس التشريعي، وما يمكن أن تكون عليه ردود فعل حركة حماس التي اعلنت صراحة وعلى ألسنة قياداتها أن الضفة الساحة الرئيسية للمقاومة.
والتخوف من فشل الترتيبات وكسر التفاهمات بين اسرائيل وحماس هو الذي دفع بالقاهرة الى اجراء اتصالات عاجلة بين الجانبين وارسال وفد مخابراتي الى القطاع لمنع تدهور الأوضاع، ووقف التصعيد، فمصر وتحديدا جهاز مخابراتها يخشى فشلا في جهوده، وهي التي ترى التحرك القطربي المتزايد في ساحة القطاع وما تقدمه من أموال لا شك متفق بشأنها مع اسرائيل، لمن تنفق وكيف مع مراقبة دقيقة لأوجه الانفاق.
حركة حماس، هي الان أمام خيارين، ولكل منهما انعكاساته ونتائج عامة مترتبة عليه، الخيار الاول، وقف نشاطها في ساحة الضفة الغربية، حفاظا على تفاهماتها مع اسرائيل ومنعا لمواجهة عسكرية صعبة والانتقال الى تصعيد الحرب سياسيا مع رام الله، أما الخيار الثاني، فهو زيادة نشاطها العملياتي في الضفة الغربية، وفي منطقة رام الله تحديدا للرد على سياسة وقرارات السلطة واحراجها، أيا كانت الارتدادات في قطاع غزة، والاعتقاد أن حماس ومن خلال جهود الوسطاء ستحاول الفصل بين ما يجري في الضفة عنه في قطاع غزة، وهذا لا يمكن أن تصمت عليه اسرائيل، وهي ترى جنودها ومستوطنيها يتساقطون، وهنا، السؤال المطروح على حماس، هو: هل ستكون ردودها موجهة ضد السلطة الفلسطينية وقيادتها، مطمئنة بذلك اسرائيل نحو ضرب الاستقرار في ساحة يتعارض مشروع قيادتها مع مشروع حركة حماس، وفي هذه الحالة ستخسر حماس الكثير، اذا ما ارادت صراعا دمويا مع السلطة في وقت تمر فيها القضية الفلسطينية في أخطر مراحلها الى حد العمل والمناداة بتصفيتها، واختيار حماس لردود الفعل الموجهة ضد السلطة يفرض عليها البحث عن شركاء، وهي قد تجد بعض مقاولي ووكلاء الانظمة، لكنها، لن تنجح في جذب وجر فصائل منضوية تحت لواء منظمة التحرير، وحتى الفصيل المقاوم حركة الجهاد، لن ينزلق نحو مشاركة حماس المحتضنة من جماعة الاخوان وداعمي الجماعة في الاقليم، ومن أجل ذلك كله، وبفعل المخاوف والارتدادات سارعت مصر الى التدخل!!