وبوضوح فان القيادة الفلسطينية اعتادت التدخل في هذا المشهد الذي يخص الشأن الداخلي الاسرائيلي، وكان لهذا التدخل سلبياته وتداعياته الضارة، تدخل غير مدروس ولا لزوم له، يؤكد ضعف الالمام بالشأن الداخلي الاسرائيلي.
إن كافة الأحزاب الصهيونية وبلا استثنار ترى في قهر الفلسطينيين ودمائهم مادة انتخابية وطريقا للفوز بمقاعد نيابية أكثر، وبالتالي، ليس سليما التدخل في هذا الشأن، أو إظهار الوقوف مع هذا الحزب أو ذاك، لأن ذلك يأتي بالنتيجة العكسية، كما لا أرادت له القيادة الفلسطينية، ولا بد من أخذ العبر والدروس من تدخلات سابقة لا يستطيع أحد انكارها.
الآن، اسرائيل مقبلة على انتخابات نيابية، ومن الخطأ التدخل فيها، بهذا الشكل أو ذاك، فالتدخل يجر الخيبة والخسارة والسخرية أيضا، ويكشف مدى قصور القيادة الفلسطينية في فهم حقيقي للشأن الداخلي الاسرائيلي، وهذا يفرض عليهم عدم الأخذ بأساليب الوشوشة والتقارير والمعطيات الكاذبة، والتطورات الخاطئة والدفع باتجاه اسناد هذا الحزب أو ذاك، ولو داخل الغرف والدواوين المغلقة، فكل الاحزاب الاسرائيلية على نفس المستوى في عدائهم للفلسطينيين، والسبيل الوحيد لمواجهة هذا العداء هو الوحدة الوطنية والتمسك بالثوابت، وليس تفضيل حزب على آخر، فالنتيجة حينئذ تكون سلبية وعكسية، فهل تستفيد القيادة من التجارب السابقة، وتغلق الأبواب في وجه الدالين على المسالك والمسارات الخطأ، وعدم الأخذ بنصائح من لا يعرفون خفايا الشأن الداخلي الاسرائيلي؟