2024-11-30 02:37 م

الساحة الفلسطينية.. تهديدات خطيرة وتحديات مرعبة؟!

2018-12-15
القدس/المنـار/ في الساحة الفلسطينية تطورات وأحداث وتدخلات تفرض على القيادة الفلسطينية ومؤسساتها وأجهزتها الوقوف عندها بجدية وحزم، انها تحديات وتهديدات خطيرة لا تستدعي الانتظار في المعالجة، أو عدم الالتفات اليها، وقبل كل شيء هل هي على علم ودراية بما يجري، أو طبيعة هذه التهديدات، الزاحفة مع اقتراب طرح صفقة القرن، وهدفها تصفية القضية الفلسطينية.
هناك تهديدات ثلاثة، تداعياتها رهيبة، اذا لم تواجه بقوة أو تجهض قبل أن تتحق وتستفحل في ساحة، هي عرضة لتدخلات وتحديات من جهات عديدة، خاصة في ظل مخططات عناصرها وخيوطها واضحة، ترمي الى اشعال الفوضى في الساحة الفلسطينية.

"التهديد الأول"

ما تخطط له عصابات المستنوطنين من عمليات ارهابية في المناطق الفلسطينية، دون أن تحرك الحكومة الاسرائيلية ساكنا، بل ما يصدر عن المسؤولين الاسرائيليين من تصريحات، ويتخذه الجانب الاسرائيلي من خطوات قمع واستيطان وقتل على الأرض يعطي عصابات المستوطنين الحافز والدافع والذريعة لتعيث ارهابا وقتلا.
هذه العصابات تخطط لعمليات اجرامية واسعة تنفذها في الساحة الفلسطينية، من حرق بيوت بقاطنيها، وتفجيرات ضد أهداف محددة، اعتادت في السابق تنفيذها، أحرقت بشرا وبيوتا، ونفذت تفجيرات ضد رؤساء بلديات في الثمانينات، شارك فيها مسؤولون عسكريون، وعصابات المستوطنين تقوم مؤخرا بالتحريض على القتل ووصل الامر حد الدعوة الى قتل الرئيس الفلسطيني.
في ظل أجواء التصعيد القمعي بأشكاله المختلفة الذي تمارسه الحكومة الاسرائيلية بأجهزته العسكرية والأمنية، يتحرك المستوطنون بحماية من هذه الحكومة، لذلك، ليس مستبعدا أن تنفذ العصابات المذكورة تفجيرات وعمليات ارهابية ضخمة، في مؤسسات وبيوت ووسائل نقل، وقتل عشوائي، هذا التهديد الأول.

"التهديد الثاني"

ربما لا تعلم السلطة وأجهزتها بأنها هناك دولا تعبث في الساحة الفلسطينية، اقليمية ودولية، لها ارتباطاتها القوية مع اسرائيل، ومن أشكال هذا العبث الذي يحاط بالسرية التامة، كيفية اشعال الفوضى في الساحة الفلسطينية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما حدث قبل سنوات عندما اشتعلت مؤامرة الربيع العربي وضربت ودمرت ساحات عربية، بعضها ما تزال تعيش ويلات هذه المؤامرة. هناك طواقم تعمل بصمت، على هذا التهديد لتثوير الشباب، تحت يافطات وعناوين حذابة، لكنها، خادعة والهدف اشعال الحريق في الساحة الفلسطينية.

"التهديد الثالث"

هو الحالة الفلسطينية المتردية، من انقسام مدمر يتعمق ينشر ظلاله السوداء على الساحة الفلسطينية، انقسام بات من الصعب جدا انهاؤه، وهناك التسلل معروف الأهداف داخل الوزارات والهيئات والمؤسسات، والتأخر في سد الثغرات، وانجاز ترتيب البيت الداخلي ووقف التجاوزات، وتلك الخطوات التي ما تزال تتخذ وتثير النقمة في الشارع الفلسطيني.
تهديدات رهيبة الهادفة منها، اشعال الفوضى في الساحة الفلسطينية، باتجاه مراحل جديدة لـ (ربيع فلسطيني) بدأ بالانقسام "الانقلاب في غزة".
لكن، لا يتوقف الحال عند هذا الحد، فهناك صراع الأجنحة الذي لم يعد خافيا على المواطن الفلسطيني داخل المؤسسة الحاكمة فيما يسمى باليوم الذي يلي الرئيس، وهو صراع تغذيه دول وأجهزة اقليمية ودولية، صراع لا يدرك المتصارعون خطورته، ويضاف الى هذه التحديات، ما تخطط له واشنطن مع السعودية واسرائيل، وغيرهما تحت مسمى "صفقة العصر" لتصفية القضية الفلسطينية.
والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا أعدت القيادة الفلسطينية لمواجهة هذه التهديدات لاسقاطها، والتحديات لافشالها، هل تعلم القيادة تفاصيلها، والمخططون والمشاركون، والابعاد والتداعيات؟!