2024-11-27 08:55 م

مخطط ابن سلمان ضد الاردن وقطر وعُمان والكويت؟!

2018-12-05
القدس/المنـار/ عندما كسر الملك الوهابي السعودي سلمان بن عبدالعزيز تقليد الحكم في الرياض ونصب ابنه وليا للعهد، في المملكة الوهابية، كانت تطلعات الاخير بأن يكون صاحب القرار في الساحة العربية، والحاكم بأمره للعالم الاسلامي ، مستخدما الارهاب والتآمر والغدر وخزائن أموال النفط، مستندا الى التأييد الأمريكي الصهيوني، وكانت رحلة النهب والعطايا للرئيس الامريكي الى العاصمة الوهابية، والتحالف غير المعلن بين الرياض وتل أبيب، وراح ابن سلمان يضع خطط تدمير ساحات عربية والسيطرة عليها، ودفعه الى ذلك أيضا حاكم الامارات محمد بن زايد، وتباهى بأنه سيحول المملكة الى ساحة رخاء وديمقراطية ونعيم، وجاءت جريمة قتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي لتكشف وحشية ولي العهد وحقد النظام السلماني، المرتبط باسرائيل منذ أن كان سلمان بن عبدالعزيز أميرا للرياض ومراسلاته مع رئيس وزراء اسرائيل الاسبق اسحق رابين.

ماذا كان يخطط ابن سلمان؟!
ابن سلمان خطط قبل كل شيء لاذلال أمراء العائلة، وتصفية واعتقال بعضهم لضمان بقائه على رأس الحكم بعد رحيل والده، واتخذ مع زبانيته قرار لجم المعارضة وتصفيتهم، كما حصل مع جمال خاشقجي، لينتقل الى المرحلة الثانية من المخطط الدموي ضد شعوب الامة ودولها، مع مواصلته دعم وتمويل الارهاب في سوريا، ومن أجل ذلك، استخدم المال السياسي لاستزلام أعداء في بعض الساحات، ودفع بخلايا ارهابية اليها، للتخريب والتدمير.

الأردن .. الحقد الأعمى
احدى حلقات المخطط الارهابي تمثلت في اثارة واشعال الفوضى في الاردن، ليتسنى له ولوج أبواب التطبيع العلني مع اسرائيل، والانتقال الى الابقاء بوعده الذي قطعه لامريكا واسرائيل بتمرير صفقة العصر وتصفية القضية الفلسطيني وسحب الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات، والضغط على القيادة الاردنية للسير من خلفه داعما للصفقة لا معترضا عليها وتحويل الساحة الاردنية الى ملاذ وقاعدة للارهابيين، ومواصلة الحرب الارهابية على الشعب السوري، وكان الأردن، قد بدأ يتململ منن التدخل السعودي في الساحة الاردنية، وسعي النظام الوهابي للسيطرة على القرار الاردني، خاصة فيما يتعلق بالساحة السورية.
وتكشف دوائر مطلعة لـ (المنـار) أن محمد بن سلمان، خطط لادخال عناصر ارهابية من الساحة السورية باتجاه الأردن، بعد أن رفضت عمان انتقال اسلحة ووحدات عسكرية سعودية الى الجنوب السوري عبر الحدود الاردنية، تكون تحت امرة غرفة العمليات الارهابية التي اقيمت باشراف امريكي في الاردن، وحاول ولي العهد الوهابي العبث في ساحة القدس، للحصول على دعم أهلها لاشراف سعودي على المقدسات في المدينة، لكن محاولته هذه باءت بالفشل.
محمد بن سلمان وضع خطة ارهابية لاشعال فوضى في الساحة الاردنية وتنفيذ تفجيرات ارهابية في هذه الساحة لاشغالها عن تهديدات وتحديات كبيرة تتعرض لها من اسرائيل على خلفية مساندة الشعب الاردني للموقف الفلسطيني اتجاه صراع الفلسطينيين مع اسرائيليين، وحسب الدوائر فان هذا المخطط الوهابي السعودي ضد الاردن، ينم عن حقد دفين وانتقام دموي وغدر جبان، وزاد من هذا الحقد التقارب بين الاردن وسوريا، الذي فرضته انتصارات الجيش السوري على الارهابيين ومموليهم، وحماية للسيادة الاردنية حيث استخدم النظام السعودي، كل وسائل وأساليب التهديد والابتزاز لانتهاكها.
وترى الدوائر أن ابن سلمان عندما يقوم بزيارة الى الاردن بعد جولة له في عدد من الدول، فانه يهدف الى الخروج من مأزق قتله للكاتب السعودي جمال خاشقجي واخفاء وحشيته وخيانته، ولا تعني زيارته لعمان أنه على وفاق مع الاردن وقيادته أو يتمنى خيرا للساحة الاردنية.. انها زيارة التقاط الانفاس و "التلميع"، لكن، حقده باق على الاردن، وهو اذا استمر في حكم المملكة الوهابية، سيقدم على تنفيذ مخطط ضد الساحة الاردنية، بعد أن احتضنته اسرائيل وأمريكا وقدمت له الحماية، وولي العهد السعودي قطع وعودا عديدة لتل أبيب وواشنطن، وعليه تنفيذها.

المخطط الوهابي ضد مشيخة قطر
المملكة الوهابية السعودية ومشيخة قطر كلتاهما تمولان الارهاب، وتنافستا على تخريب الساحات العربية، وخاصة في سوريا، وارتكبت الدوحة والرياض المجازر والجرائم ضد الشعب السوري، لكن، طموحاتهما واوهامهما، دفعتهما الى الاختلاف فكل من النظامين القطري والسعودي، يريد التزعم في الساحة العربية، فكانت القطيعة بينهما، رغم أنهما تعملان لصالح المخطط الصهيوني الامريكي الذي في مقدمته تصفية القضية الفلسطينية.
ابن سلمان لم يتوقف عن خطته في الزحف نحو الدوحة، بعد فشله في ايحاد عدد من أبناء عائلة ال ثاني، ليقوموا بالتمرد على الحاكم الحالي للمشيخة، واقصائه عن الحكم، وبالتالي، لولا الجريمة البشعة التي ارتكبها ولي العهد السعودي بحق جمال خاشقجي، لواصل العمل بدعم من أجنحة وتيارات في الولايات المتحدة لغزو المشيخة، بعد حصارها، وهو لم يتراجع عن مخططه، واذا ما واصل الرئيس الامريكي حمايته، فانه سيقدنم على تنفيذ مخططه بهذا الشكل أو ذاك، في حال واتت الظروف هذا الوهابي الارهابي.

ماذا بالنسبة للكويت ومسقط؟!
وحتى يتم سيطرته على دول الخليج خطوة أولى لتزعم العالم العربي بعد تراجع الدور المصري، وانشغال سوريا في حربها ضد الارهاب، وما تقدمه واشنطن وتل أبيب من دعم لابن سلمان وحماية لعرشه، يخطط ولي العهد الوهابي لاقصاء القيادتين الكويتية والعمانية بتحريض ايضا من حاكم مشيخة الامارات محمد بن زايد، من خلال تدبير انقلابات داخلية في هذين البلدين، اللذين يتحفظان على سياسات المملكة الوهابية ورفضهما الانجرار وراء مخططات الرياض الاجرامية، وتفيد الدوائر أن الامارات والسعودية دفعتا بخلايا ارهابية منذ زمن الى الساحتين العمانية والكويتية انتظارا لتعليمات ابن سلمان بتنفيذ عمليات ارهابية لزعزعة الحكم فيهما.
وتشير الدوائر هنا، الى أن المخطط السعودي ما يزال قائما، وتنفيذه أكثر امكانية في حال هدأت عاصفة اغتيال جمال خاشقجي الذي كشف اجرامه ووحشية وبربرية النظام الوهابي في السعودية.