ويجمع المراقبون على عمق العلاقة بين كوشنير وابن سلمان، وصهر الرئيس مستميت من أجل تبرئة ولي العهد وتأثيره كبير على الرئيس ترامب، فحجم الفائدة التي يجنيها كوشنير من وراء هذه العلاقة كبير، على الصعيدين المادي والمعنى الشخصي، والعام أي للولايات المتحدة، وكان هذا واضحا تماما عندما قام ترامب بزيارته الى السعودية وأخذ ما أراد من أموال خزائن النفط.
هذا من جهة ومن جهة ثانية، الرئيس الامريكي لن يقدم على خطوة قد تفقد صفقات السلاح الضخمة، والأدوار التي تعهد بتنفيذها ابن سلمان لصالح واشنطن على المستوى الاقليمي، فيما يتعلق بملفات المنطقة، الا اذا ضمن بديلا لولي العهد الحالي، يكون أوسع كرما من ابن سلمان، وربما يحفظ استقرارا في المملكة ويبقي على النظام قائما، من صراع الوراثة والقوى التي تقف في وجه الدور السعودي القذر لقضايا الشعوب في المنطقة.
الآن، وبعد أن أعلنت واشنطن، عن قرب موعد اطلاق صفقة العصر، فان الحاجة كبيرة للدور السعودي في تمرير هذه الصفقة، وابن سلمان مقابل حمايته، سيبدي استعدادا أكبر للمشاركة في مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية، كما تعهد لصديقه كوشنير وصهر الرئيس الامريكية، شخصية اساسية في اطار الجهود الرامية للتوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين، حسب مقاييس تل أبيب وواشنطن، وولي العهد السعودي اداة سياسية في دعم الجهود الامريكية، وتلبية الرغبات الاسرائيلية، وموقفه من نقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس، كان واضحا وجيدا للخطوة الأمريكية.
لذلك، الرئيس الامريكي لن يكون سببا في خروج ابن سلمان من دائرة صنع القرار في المملكة الوهابية، وسيدافع عنه بقوة، وسوف يسمح لنفسه، بمنح صديق كوشنير، صك البراء من دماء الكاتب السعودي جمال خاشقجي، ليبدأ بترجمة دوره في تمرير صفقة القرن، تهديدا وضغطا وحصارا وابتزازا للشعب الفلسطيني، ثم يلج أبواب التطبيع مع اسرائيل الذي يرى فيها النظام السلماني الحليف والحامي له من السقوط.