2024-11-30 06:43 م

خطاب التحدي في المجلس المركزي... ماذا يعني تفويض الرئيس عباس؟!

2018-10-30
القدس/المنـار/ في وقت تشتد فيه الهجمة ضد الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية منظمة التحرير الفلسطينية، غابت عن جلسة المجلس المركزي الثلاثين فصائل منضوية تحت لواء المنظمة، في حين أحجمت أخرى عن الدخول اليها.. وهذا يعني بوضوح وصراحة، اضعافا للممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ويمنح القوى المعادية وهي كثيرة حافزا لمواصلة هجمتها وتصعيد تهديداتها، وبمعنى أدق وأكثر وضوحا، فان الفصائل المذكورة انساقت في مواقفها وقراراتها وراء الحزبية البغيضة، في الخندق الآخر، الذي ينتظر شطب الممثل الشرعي.
مع اشتداد هجمة الأعداء و "الأشقاء"، يمكن القول أن انعقاد المركزي جاء في مرحلة مفصلية حرجة، تستدعي اتخاذ قرارات مبنية على دراسة دقيقة، ليتم تنفيذها بتوقيت مدروس حتى لا تشكل مدخلا للانقضاض وهدم المكاسب، بمعنى ضرورة توفر الحكمة عند الترجمة، ووفق سياسة توصل الى بر الأمان، وان كانت تلويحا مؤقتا بانتظار ظروف التمرير وسط أمواج هادرة جارفة، لعل قوى "الحرد" و "التربص" تفود الى رشدها، ويشتد عود الساحة بوحدة حقيقية لا اثر فيها لتشرذم وانقسام مما يمنح القرارات المتخذة زخما، وان لا تخضع هذه القرارات لانتقادات بعيدة عن الصواب، وتجن لا يستند الى قواعد سليمة، كما جرى مع كل انعقاد لمؤسسة دستورية، عندما تنهال الادعاءات والاباطيل من كل جانب، ويكثر حملة معاول الهدم.
المجلس المركزي، بعيدا عن أي انتقادات وتحفظات في هذه المرحلة الصعبة هو مؤسسة دستورية منبثقة عن المجلس الوطني، رغم ما اعترى دورته الاخيرة من خلل وتجاوزات، لكن، تبقى قراراته ملزمة، ومن يرفض، من خارج مقاعده، يفترض أن يتبوأ موقعه، ويبدأ في المطالبة، بالتعديل والتقويم، وطرح الاقتراحات والاجتهادات.
المجلس المركزي في جلسته الثلاثين استمع الى كلمة الرئيس محمود عباس، التي جاءت في الدرجة الاولى تشريحا لأوضاع رهيبة، وشرحا لمواقف مقلقة، وردا على تعاط أحمق من جانب قوى ودول مع الحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
الرئيس في خطابه كانت متألما وقلقا، وهو يرى قوى لا تريد وحدة صلبة تحت ادعاءات غير مقنعة، وتبريرات لا تفسير لها ، الا المراوغة والمماطلة، وانتظار الفرصة للانقضاض على الممثل الشرعي، وكان قلقا من حجم التآمر وشراسة وحدة التحديات، لكنه، في نفس الوقت، كان عنيدا في مواجهة الارتداد والحرد والتآمر، والتحركات المريبة من أطراف عديدة، فأكد في خطابه، رفضه لصفقة القرن الامريكية الاسرائيلية، ورفضه لتحركات كل من يحاول تمرير هذه الصفقة، وبقدر حجم الخطر المحدق، كان حجم الرد من جانب الرئيس الفلسطيني.
في الخطاب غضب وقلق وتحذير واصرار على الاستجابة للتحدي، مستندا في ذلك الى قاعدة عريضة من شعبه، تعي كل ما يدور حولها من تحركات وما يتخذ من مواقف.
خطاب الرئيس عباس، فيه الكثير من التحذيرات ، طرحها قبل فوات الاوان، أمام مؤسسة دستورية، هي صاحبة الحق في اتخاذ القرارات بعد أن وضع أمامها عناصر صورة الاوضاع وتفاصيلها بكل صراحة ووضوح، فكان خطابه، جدول أعمال حقيقي، لأعضاء المجلس المركزي.
ويمكن القول، بصراحة أن خطاب الرئيس محمود عباس حمل عنوان: لن نتراجع ولن نخضع، ولا مرور لصفقات مشبوهى وحلول عرجاء، وسنقاتل وحدنا في معركة ضاربة، ونستجيب لكل التحديات!!
هذا الخطاب الصريح حصل على تأييد أعضاء المركزي، وهذا ما دفعهم الى اتخاذ قرار بتفويض الرئيس محمود عباس بمتابعة كل القضايا التي طرحت واتخذت في المؤسسات الدستورية، وهو بتفكيره الاستراتيجي وحكمته وصلابته، فهو حامل الأمانة.