خطاب دونالد ترامب يفتح الأبواب على مصاريعها لكوارث وحروب وويلات، وتصعيد لصراعات قائمة، أشعلتها سياساته في أكثر من ساحة، بمعنى أن المرحلة القادمة سوف تشهد تهديدات خطيرة للامن والسلم العالميين.
ولا يخجل ترامب من مواصلة اطلاق الاكاذيب، متباهيا بعدائه للشعوب، وينظر اليها بفوقية واستعلاء، وفي هذه القراءة السريعة لخطاب الحقد والاستكبار الذي تلاه من على منصة الهيئة الدولية، خطاب يحمل الكثير من المعاني الخطيرة والدلالات المرعبة.
يقول ترامب، أنه يعمل على تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهذا مردود عليه، فقراراته ومواقفه التي اتخذها منذ صعوده درجات البيت الابيض، انهت عملية السلام تماما، وأغلقت أبواب الامال بتحقيقه، فهو ماض في الاجهاز على قضايا الصراع الجوهرية، مسقطا اياها من على طاولة التفاوض بين طرفي الصراع، فالسلام بالنسبة اليه ووفق فهومه، هو الانار والتنكر لحقوق الفلسطينيين وعدالة قضيتهم، مترجما ذلك بالقرارات الظالمة التي يصدرها تباعا لصالح دولة مارقة محتلة، متجاوزا كل المعايير والقرارات الدولية، التي تمتلىء بها ادراج هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها.
ترامب يكذب على العالم عندما يدعي بأنه يعمل على تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، سياساته اتجاه هذه المسألة غير ذلك، سياسات ستدفع بالمنطقة الى المزيد من الكوارث والالام والدماء التي تهدد استقرارها، وهذه السياسات، لن تجلب السلام، وأفقدت واشنطن احتكارها رعاية عملية السلام، التي دفنها ترامب بخطابه الاجرامي الذي أطلقه هذا المتعجرف.
وفي مكان ثان من الخطاب الترامبي، يقول الرئيس الامريكي أن المحكمة الجنائية الدولية، لا تملك أية سلطة أو شرعية، وهذا تشجيع لاسرائيل وقوى الشر وللولايات المتحدة سفك المزيد من الدماء ورعاية الارهاب واسناد المجرمين والقتلة، مصاصي دماء الشعوب، انه يدعو الى عالم تعمه الفوضى وتحكمه شريعة الغاب، وتتحكم فيه مصانع السلاح وطواغيت الشر، ويسرح في ساحات دوله، المجرمون والهمجيون والفاشيون.
وفي مكان آخر من خطاب ترامب المشؤوم، وفي استخفاف واضح بزعامة العالم وشعوبه، يتهم حاكم البيت الابيض ايران بارتكاب جرائم في سورية واليمن، ونشر الفوضى في المنطقة، وهذا هو الكذب بعينه، انه ادعاء باطل يؤكد سفالة وقذارة هذا الرئيس الأهوج، الذي يواصل قرع طبول الحرب والارهاب، ما يجري في سوريا ويتعرض له شعبها هو بفعل امريكي، فواشنطن هي التي شكلت وصنعت الارهاب والعصابات الارهابية، وامدتها بالاسلحة والمعلومات وأمرت دول الخليج بتمويله وبشكل خاص السعودية والامارات وقطر.. ونسقت مع دول الجوار لفتح حدودها وأراضيها لتدفق الارهابيين على الاراضي السورية، ونقل اعداد كبيرة منهم الى اليمن، لاسناد العدوان السعودي الاماراتي المدعوما امريكيا واسرائيليا، وهو عدوان ما يزال مستمرا بفعل ما تقدمه ادارة ترامب من دعم لهذا العدوان البربري، فايران تتصدى لسياسات ترامب العدوانية، وتحارب الارهاب الذي ترعاه امريكا وادواتهاـ دعما لشعوب الساحات التي تنتهك اراضبها وتتعرض شعوبها للارهاب. ويكشف دونالد ترامب في مكان آخر من خطابه الاستفزازي الحاقد سعيه للسيطرة على الشعوب وثرواتها، وسيادتها عندما يقول، ان واشنطن تعمل على اقامة (ناتو صغير) يحمل اس التحالف الاستراتيجي الاقليمي، يجمع دول الخليج ومصر والاردن، يتم تسخيره للعدوان على الامة العربية والدول الرافضة للسياسات الامريكية، واشعال الحروب الدموية في الشرق الاوسط.
اما اتهام ترامب للقيادة الايرانية بانها تنهب ثروات الشعب، فهذا مثيرا للسخرية والقرف، فالقيادة الايرانية هي الحريصة على شعبها، وهذا الشعب لا ينتظر من امريكا أن تحافظ على ثرواته، انه استفزاز وابتزاز وتحريض، وتدخل قذر مرفوض في الشأن الداخلي للجمهورية الاسلامية الايرانية. وباختصار، في هذه المتابعة الموضوعية لخطاب رمز الشر في هذا العالم، دونالد تراب، يعلن الحرب على شعوب الارض وحقوقها وثرواتها، خطاب تهديدي يتجاوز كل الحدود من راعي الارهاب الاول وامبراطور الكذب.