على مدار العام الأخير، برز تأرجح كبير في المحاور الأساسية لرؤية 2030، التي تقدّم بها ولي العهد السعودي نفسه للخارج والداخل بوصفه حاكمًا للمملكة لا يشبه من سبقوه؛ بيد أن هذه المحاور قد مُنيت بتراجع كبير، بفعل تدخلات من الملك سلمان بن عبد العزيز، في إشارة على عدم قبوله لبعض سياسات نجله، مما يستدعي تدخله في بعض الأحيان.
التقرير التالي يرسم أبرز القضايا الخلافية المُحتملة بين الأب والابن على مدار العامين الأخيرين؛ في ضوء قراءة دقيقة ومُتابعة لتحركاتهما في أكثر من ملف، وتوابع هذا الخلاف وتعثر بعض المحاور الأساسية التي تعتمد عليها سياسة ولي العهد السعودي في الداخل والخارج.
الملك سلمان لا يزال واعيًا ويتدخل في الأوقات الحاسمة
على خلاف الصورة التي روجتها بعض وسائل الإعلام عن العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز (82 عامًا)، بكونه مريضًا وعاجزًا عن متابعة الشؤون اليومية؛ تبرز بين الحين والآخر صورة أخرى، بحضوره في القضايا الكبرى، حتى وإن ترك أغلب صلاحياته وسلطاته في يد نجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. إذ يحافظ الملك على الظهور عند بزوغ قضايا كُبرى، بعدما تعافى من ذبحة صدرية تعرض لها، جعلت قدرته على تحريك يده اليسرى محدودة لبعض الوقت.
ترتبط تدخلات الملك، الذي بويع في 23 يناير (كانون الثاني) عام 2015، دومًا بتنحية نجله، الذي مهد له طريق العرش من بعده، عن بعض سياساته الخارجية، التي تكاد تُفقد المملكة وزنها السياسي وتُشكك في شرعية حُكم آل سعود التاريخي داخل البلاد. فعند بعض القضايا الحاسمة؛ يظهر الملك في الصورة، في تجربة تبدو للمتابعين أنها من أجل وقف اندفاع الأمير الشاب، وسط تذمر قطاع كبير من الأسرة الحاكمة تجاه سياسته التي خرج فيها عن المسار الثابت الذي رسمه أعمامه، وأسس سابقًا لنظام حُكم مستقر لآل سعود.
يعزز هذا الطرح، ما ذكره بروس ريدل، مدير الأبحاث الاستخباراتية في معهد «بروكينجز»، في مقالة بعنوان: «لماذا ما يزال الأمير محمد بن سلمان بحاجة لوالده الملك سلمان؟»، إذ يقول: «الأمير البالغ من العمر 32 عامًا ما يزال يعتمد على والده في مجال الشرعية والمصداقية؛ ليحل محل والده في العرش السعودي، وقد عمل الأمير محمد على خلق حالة من الاستقطاب التي لم يشهدها آل سعود منذ أكثر من نصف قرن»، وأشار المقال كذلك إلى وعي الملك وحضوره في القضايا الكبرى، وأنه ليس عاجزًا على خلاف ما قد يروج البعض.
سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، هو الآخر، يدعم هذا الطرح حول تدخلات الملك التي ما تزال حاضرة رغم كبر سنه خصوصًا في قضايا هامة؛ قائلًا: «ما زال الملك سلمان يعارض على ما يبدو بعض قرارات ابنه وخطاباته، ولو أن ذلك لا يحدث بالضرورة في الاتجاه الذي تفضله واشنطن».
صفقة القرن.. حين تدخل الملك في المشهد الأخير
تعد صفقة القرن، على رأس القضايا الخلافية بين الملك ونجله؛ وذلك بعد مضي الأخير في سياسات خالفت تقاليد الدبلوماسية السعودية التاريخية، وخرقت شرعية آل سعود التي اكتسبوها وروجوا لها من خلال تبنيهم للقضية الفلسطينية، والترويج للمقاطعة -على الأقل العلنية- لإسرائيل.
ويتعلق الخلاف بدعم ولي العهد لصفقة القرن واستخدام نفوذ بلاده في ذلك؛ إذ دخلت المفاوضات محطتها الأخيرة، بعدما أتم صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر مُحادثته مع رؤساء الدول العربية، وانتهت بقبول واسع وتحمس من ولي العهد السعودي، مدفوعًا برغبة ولي عهد أبوظبي في تمرير الصفقة آملًا في المزيد من الدعم الأمريكي للتحالف الثنائي بينهما.
ترتبط تدخلات الملك، الذي بويع في 23 يناير (كانون الثاني) عام 2015، دومًا بتنحية نجله، الذي مهد له طريق العرش من بعده، عن بعض سياساته الخارجية، التي تكاد تُفقد المملكة وزنها السياسي وتُشكك في شرعية حُكم آل سعود التاريخي داخل البلاد. فعند بعض القضايا الحاسمة؛ يظهر الملك في الصورة، في تجربة تبدو للمتابعين أنها من أجل وقف اندفاع الأمير الشاب، وسط تذمر قطاع كبير من الأسرة الحاكمة تجاه سياسته التي خرج فيها عن المسار الثابت الذي رسمه أعمامه، وأسس سابقًا لنظام حُكم مستقر لآل سعود.
يعزز هذا الطرح، ما ذكره بروس ريدل، مدير الأبحاث الاستخباراتية في معهد «بروكينجز»، في مقالة بعنوان: «لماذا ما يزال الأمير محمد بن سلمان بحاجة لوالده الملك سلمان؟»، إذ يقول: «الأمير البالغ من العمر 32 عامًا ما يزال يعتمد على والده في مجال الشرعية والمصداقية؛ ليحل محل والده في العرش السعودي، وقد عمل الأمير محمد على خلق حالة من الاستقطاب التي لم يشهدها آل سعود منذ أكثر من نصف قرن»، وأشار المقال كذلك إلى وعي الملك وحضوره في القضايا الكبرى، وأنه ليس عاجزًا على خلاف ما قد يروج البعض.
سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، هو الآخر، يدعم هذا الطرح حول تدخلات الملك التي ما تزال حاضرة رغم كبر سنه خصوصًا في قضايا هامة؛ قائلًا: «ما زال الملك سلمان يعارض على ما يبدو بعض قرارات ابنه وخطاباته، ولو أن ذلك لا يحدث بالضرورة في الاتجاه الذي تفضله واشنطن».
صفقة القرن.. حين تدخل الملك في المشهد الأخير
تعد صفقة القرن، على رأس القضايا الخلافية بين الملك ونجله؛ وذلك بعد مضي الأخير في سياسات خالفت تقاليد الدبلوماسية السعودية التاريخية، وخرقت شرعية آل سعود التي اكتسبوها وروجوا لها من خلال تبنيهم للقضية الفلسطينية، والترويج للمقاطعة -على الأقل العلنية- لإسرائيل.
ويتعلق الخلاف بدعم ولي العهد لصفقة القرن واستخدام نفوذ بلاده في ذلك؛ إذ دخلت المفاوضات محطتها الأخيرة، بعدما أتم صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر مُحادثته مع رؤساء الدول العربية، وانتهت بقبول واسع وتحمس من ولي العهد السعودي، مدفوعًا برغبة ولي عهد أبوظبي في تمرير الصفقة آملًا في المزيد من الدعم الأمريكي للتحالف الثنائي بينهما.