في الوقت الذي تتجه فيه الولايات المتحدة إلى انتخابات التجديد النصفية لـ الكونغرس، من الواضح أن العالم يراقب. أما الدول التي راهنت كثيرا على رئاسة دونالد ترامب فإن هذه الانتخابات تمثل مشكلة كبيرة.
فإذا فاز الديمقراطيون بالسيطرة على مجلس النواب فإن مساحة المناورة لترامب ستضيق كثيرا، والمراهنون عليه مثلروسيا والسعودية وكوريا الشمالية والصين سيواجهون تحديات كبيرة.
حالة خاصة
هذا ما كتبه المعلق حول العلاقات الأميركية الخارجية بصحيفة واشنطن بوست ديفيد إغناشيوس، مشيرا إلى أن الحكومات الأجنبية دائما ما تولي الانتخابات الأميركية اهتماما كبيرا لأنها تتأثر كثيرا بقرارات السياسة الخارجية لواشنطن، خاصة أن الرئيس الحالي يمثل حالة خاصة لأنه يتبنى سياسات لها تأثير كبير في الداخل والخارج وسيطرة حزبه على مجلس النواب تبدو غير راسخة.
وقال إغناشيوس إن ما يدل على أهمية هذه الانتخابات في الداخل أن كبار المسؤولين الأميركيين ظلوا يحذرون من احتمالات التدخل الأجنبي فيها.
وذكر أسبابا لقلق الرياض وبيونغ يانغ من الانتخابات المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني، واهتمام أوروبا وخاصة ألمانيابها.
قلق سعودي
وقال الكاتب عن السعودية إنه يحق لها القلق من هشاشة الوضع السياسي لترامب لأنها رهنت مستقبلها جزئيا بسياساته المؤيدة لها.
ومضى إغناشيوس يقول إن حرب الرياض الدموية في اليمن، وحملتها الأوسع ضد إيران، وسياسة التحديث الداخلية التي تنفذها بقوة ربما تواجه جميعها شكوكا أميركية جديدة وقيودا إذا سيطر الديمقراطيون على مجلس النواب.
ونسب إلى خبير خليجي (لم يسمه) القول إنه من الأفضل للسعودية وحلفائها أن يتوصلوا لتسوية سلمية حول اليمن قبل نوفمبر/تشرين الثاني وليس بعده.
الهجوم على الحديدة
وأشار إغناشيوس إلى أن هذا ربما يكون أحد الأسباب للهجوم السعودي الإماراتي الكبير على الحوثيين في يونيو/حزيران الماضي عندما قصفوا ميناء الحديدة على أمل فرض تسوية تتوسط فيها الأمم المتحدة قبل الانتخابات الأميركية النصفية، لكن ذلك الهجوم قد توقف وعجلة الوقت تدور.
وقال أيضا إن ورطة الحكومات الأجنبية ربما تصبح أعمق عقب إدانة المدير السابق لحملة ترامب الانتخابية في ثماني تهم بالتزوير في الضرائب والحسابات المصرفية.
ويبدو أن إغناشيوس كتب مقاله قبل الاعتراف القضائي لمحامي ترامب السابق مايكل كوهين أمس بأنه مذنب في فضائح رشوة لبائعات الهوى، والتأثير على الانتخابات الرئاسية الأخيرة "بتوجيهات من ترامب".
المصدر : واشنطن بوست