2024-11-28 01:39 م

القدس بين التهويد والتهميش!!

2018-08-05
القدس/المنـار/ القدس، عاصمة العواصم وزهرة المدائن.. قبلة المسلمين الاولى وعلى ثراها الطهور ثالث الحرمين.. وهي جزء من العقيدة.. هذه المدينة "تئن" تحت التهويد غير المتوقف، والتهميش المستمر.. انها مهددة بمواطنيها ومقدساتها وهويتها وتراثها وتاريخها.
برامج التهويد.. وتغيير المعالم في سباق مع الزمن.. على مرأى ومسمع العالم.. مخططات اجرامية تستهدف المدينة، طمسا لعروبتها واسلاميتها.. انها تحت وطأة احتلال شرس مدعوم من طواغيت الشر في واشنطن وغيرها، ومن جواسيس العصر المرتدين الزنادقة في العالم العربي، وتحديدا في الرياض وأبوظبي والدوحة، انهم ممولو الارهاب والتهويد وحروب الطواغيت.
لكن، المؤلم والمحزن.. أن مدينة القدس التي تدافع عن نفسها، بمواطنين أصحاب إرادة وإباء، رغم القمع والحصار والقتل، تتعرض لتهميش متصاعد، يبدو أن دوائر صنع القرار لم تلتفت اليه بعد، وما يتسببه من آلام ونتائج سلبية في كل الميادين.. نتائج واضحة مرئية، بعيدا عن التكهن والانكار والتنكر، تهميش تثبته القرارات والتعيينات غير المدروسة التي تصدر في هذا الاتجاه وذاك، وفي مؤسسات يلازمها الشلل.. ولجان متصارعة، تضر ولا تنفع.. وما تتعرض له القدس من تهميش على أيدي صناع القرار بفعل تقارير مضللة و "وشوشات" كيدية، وحتى الان ــ لا نقول عمدا ــ هذا التهميش يصب في خدمة التهويد، الذي يقاومه أبناء القدس بصدورهم.
القدس، هذه المدينة العظيمة يجري تقزيمها.. ولا بد من رفع الصوت.. لعل صناع القرار يدركون الخلل والاسباب والخفايا، وارتباطات واختراقات.. انها مسؤولية اولئك المنشغلين بمصالحهم الشخصية، وأطماعهم المواقعية.. المتعمدين التضليل والتعييب، لا يصونوا الامانة عجزا أم عمدا أو تخاذلا.
زهرة المدائن تستحق الكثير، تضحيات واسناد وتعظيم لا تقزيم وتجاهل، ابراز لا تهميش، ونظرة لما يقوم به الاحتلال اتجاه القدس، ويتخذه من قرارات وخطوات، دوائر ومؤسسات وبرامج وهيئات، تدفعنا الى الصراخ في وجوه صناع القرار، مطالبين، بالاستيقاظ، والالتفات والتدقيق، ووضع الأمور في نصابها.. ووقف التقزيم والتهميش الذي تتعرض له المدينة..
هل يعقل؟!
هل يعقل أن تختزل المناصب المتعلقة بالقدس في يد شخص واحد؟ ليس هذا  "تقليلا" من قيمة هذا الشخص أو تشكيكا في صدقيته، ولكن.. أن تخترل هذه المواقع جميعها بهذه الطريقة، ان مكانة وقيمة القدس تفرض على صناع القرار تصرفا محترما اتجاه المدينة، لا تهميشا لها وتقزيما.
الشخص الذي اسندت اليه مناصب المدينة، لا نشكك فيه، لكن، أن يكون الوزير والمحافظ، وعضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، وعضو في المجلس المركزي عن القدس، فهذا لا يحتمل ولا يطاق، ونجزم أن هذا (الحدث) لم ينقل بتفاصيله الى ولي الامر، ولم يلتفت انتباهه، ولو تم ذلك، لرفض أن تمنح (الاسنادات والتجميعات) وتوكل الى شخص واحد.
وللعلم، لدى الاحتلال وزير للقدس، وآخر للجنة العليا، وفي كل وزارة ودائرة هيئة لشؤون القدس، ومسؤول رفيع المستوى للقدس مكتبه يجاوز مكتب رئيس الحكومة، وفي كل الدول طواقم تحمل اسم القدس؟! هذا فقط نطرحه للعلم وللتذكير، لعل وعسى؟! 
وللعلم أيضا، في القدس أكفياء وقادرون على العمل، وطواقم متخصصة، تمتلك القدرة والكفاءة، لكنها، مهملة.. لأن ما ينقل عن المدينة الى دائرة صنع القرار، لا يرتقي الى مستوى المسؤولية والنزاهة والصدق.
المدينة ليست عاقرا.. أيضا للتذكير.
فهل يعقل؟! أن تقزم القدس، هذه المدينة العظيمة؟!