2024-11-28 06:33 م

زعماء الخليج يعترفون: عالقون في خلافٍ يبدو بشعاً وتافهاً!!

2018-07-27
يأمل مستشارو الرئيس الأميركي دونالد ترمب في دعوة زعماء دول الخليج لحضور قمة في واشنطن هذا الخريف، رغم إصرار المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على عدم التنازل عن مطالبهما.

وتشعر شخصيات بارزة في تحالف الدول الخليجية الأربع المُقاطِعة لقطر بالقلق إزاء أجندة القمة التي يدعوهم إليها ترمب، لكنَّهم يقولون سراً إنَّهم على استعداد للحضور من حيث المبدأ.

ويعتقد القطريون وفق صحيفة The Guardian البريطانية أنه لا يمكن إحراز أي تقدم في النزاع الخليجي دون تدخُّل الولايات المتحدة. والانهيار القائم منذ عام في وحدة الخليج يضر بالمصالح الأميركية. واعتماد الولايات المتحدة على سياسة خارجية سعودية متهورة قد يؤدي إلى الفوضى مع إيران وأسواق الطاقة، وشلل في اليمن، وصراعات وكالة ممتدة في القرن الإفريقي وليبيا.

وحثَّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كافة الأطراف على إنهاء الخلاف.

عالقون بصورة جماعية في خلافٍ يبدو بشعاً وأحياناً تافهاً

وفق The Guardian يعترف زعماء دول الخليج سراً بأنَّهم عالقون بصورة جماعية في خلافٍ يبدو بشعاً وأحياناً تافهاً، وبالتالي يُضِر بصورة كل الدول العربية في عيون الغرب. ومعظم الدعايا، مثل تأجير المتظاهرين، مُعدَّة من أجل الإعلام العربي المحلي. لكنَّهم يُصِرون على أنَّ القضايا الأساسية الموجودة على المحك مهمة للغاية بحيث لا يمكن التخلي عنها، وأنَّ العائلة الحاكمة المستقلة بتفكيرها في قطر هي الملُومَة.

وضربت 4 دول خليجية –الإمارات، والسعودية، والبحرين، ومصر- حصاراً على قطر في يونيو/حزيران العام الماضي 2017، مُتوقِّعةً أن ترضخ الإمارة الغنية بالغاز للضغط الاقتصادي في غضون أشهر. لكن بعد مرور أكثر من عام، وبعد إنفاق الملايين من كلا الطرفين على جماعات الضغط وشركات العلاقات العامة والعقود، أصبح مجلس التعاون الخليجي ميتاً تقريباً وراحت السعودية تناقش ما إن كانت ستحفر قناةً مائية على حدودها مع قطر، بما يُحوِّل عملياً شبه جزيرة قطر إلى جزيرة.

وقال قرقاش في خطابٍ الخميس 26 يوليو/تموز أمام مركز أبحاث Policy Exchange البريطاني اليميني إنّه في حال تعذَّر حل الخلاف، فيجب أن يكون الهدف هو «ألا يُنظَر إلى قطر بعد الآن كأزمة، وإنما باعتبار ذلك هو الوضع الجديد للأمور». وجادل بأنَّ هناك 3 قوى في الشرق الأوسط تتنافس مع بعضها الآخر: إيران، وجماعة الإخوان المسلمين، ودول الخليج المستمرة في التحديث والمُنفتحة بصوة متزايدة تجاه مساواة المرأة، مُمثَّلةً بالإمارات والسعودية.

وقال إنَّ قطر، البعيدة كل البعد عن الانحياز إلى حلفائها الطبيعيين في الخليج، تدعم التطرُّف وإيران. وادَّعى أيضاً أنَّ قطر تُموِّل المتمردين الحوثيين المدعومين إيرانياً في اليمن.

لكنَّ المسؤولين القطريين هذا الأسبوع، أثناء زيارة أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد إلى لندن، قدَّموا بلادهم كحليفٍ جدير بالثقة للغرب، وأشاروا إلى قرارات السياسة الخارجية المتهورة للسعوديين، لاسيما في الحرب الأهلية باليمن.

تطور علاقات قطر وأميركا

وقالوا إنَّ قطر والولايات المتحدة «وضعتا حجر الأساس لتوسيع» القاعدة الجوية الأميركية الرئيسية في المنطقة في العديد، الواقعة على بُعد 35 كيلومتراً جنوب غربي الدوحة. وأطلقت الولايات المتحدة عشرات آلاف المهمات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من القاعدة، التي تستضيف 10 آلاف من القوات المسلحة الأميركية. وقال المسؤولون إنَّ هذا لا يشير إلى أنَّ قطر معادية للولايات المتحدة.

الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للولايات المتحدة هو احتمالية أن تجد إيران وقطر نفسيهما مدفوعتين باتجاه بعضهما البعض في احتضانٍ دبلوماسي يُولَد من خضم العُزلة المشتركة في حال استمر الخلاف الخليجي. ومن شأن هذا أن يكون ثمناً مرتفعاً تدفعه الولايات المتحدة لقاء تركها الخلاف يتفاقم.

وقطر، بخلاف الدول الخليجية الأخرى، انحازت إلى أوروبا، وليس الولايات المتحدة، في القول إنَّ إيران امتثلت للاتفاق النووي –خطة العمل الشاملة المشتركة- المُوقَّع عام 2015. وتعتبر أنَّ السياسة الأميركية ستقود على الأرجح إلى الفوضى بدلاً من تغيير النظام الذي يُفضِّله الغرب، وكان من الملاحظ هذا الأسبوع أنَّ قطر كانت مستعدة لتحذير بريطانيا من أنَّ إيران قد تغلق مضيق هرمز إذا ضغطت الولايات المتحدة بعقوبات بصورة بالغة الشدة.

وفي معركة الحصول على الحظوة لدى ترمب، قد يكون الدعم السعودي-الإماراتي لموقفه تجاه إيران حاسماً. لكنَّ قرقاش يعترف بأنَّه قلق من التباين بين أوروبا والولايات المتحدة بشأن إيران. ويود بعض قادة الخليج سراً أن يروا ترمب يُخفِّف من خطابه المناهض لأوروبا بشأن التجارة، وذلك بغية ضم أوروبا إلى الخطة الأميركية لعزل إيران.