2024-11-30 09:37 ص

هل توقف حماس عبث الانظمة في قطاع غزة؟!

2018-07-14
القدس/المنـار/ في ساحة قطاع غزة عبث واسع يتعمق ويزداد، وله خطورته البالغة.. عبث تتنافس فيه جهات ودول لها أجنداتها الخاصة بها، لكنها، جميعا ذات ارتباط باسرائيل وامريكا، وكل جهة تريد أن تثبت لمستخدمها أنها الاجدر بالاحتضان، والاقدر على تقديم الخدمات والاحق بالبقاء وعدم السقوط.
هذا العبث، على حساب مواطني غزة.. وحركة حماس تعيش وضعا متشابكا معقدا، لم تصل بعد، بل لم تعد قادرة على تحديد اولوياتها وأهدافها ومساراتها.. وهي سمحت لكل العابثين بالعمل والتحرك، وتشكيل دوائر صنع قرار واتصال مع قوى التأثير ومنها اسرائيل، معتقدة أنها تربح من الجميع وتجني الانجازات، مع أن هذا الامل ما زال بعيدا، وفي طريق تحقيقه تقف عوائق وعراقيل، وباتت اسيرة تضارب الاجندات الخارجية، لا حسم ولا وضوح، ولا تقدير مواقف سليم، واستفادت اسرائيل من هذه الحال، فكل العابثين يضعون المعلومات في السلة الاسرائيلية ، وعلى اساسها تتخذ تل ابيب المواقف في كل المجالات والميادين، لذلك ولهذا السببن لم تأخذ تل ابيب أي قرار حازم اتجاه تعاطيها مع قطاع غزة ومشكلته.
التدخل في القطاع هو العبث بعينه، والادعاء بأن هذا التحرك هو لمصلحة أهل القطاع غير وارد، وانما ترى في المواطنين جسرا للتصارع والتنافس وتحقيق المصالح الشخصية، كل نكاية بالاخر، صراع وكلاء ومقاولين لم ينته بعد بل يزداد تجذرا.
مصر لها مصالحها وقطر وتركيا تنسقان معا، نكاية بمصر، والامارات مع مقاوليها ونيابة عن السعودية، لها هي الاخرى نصيب، ولكل من هذه الجهات المتصارعة قناتها مع تل أبيب، تنسق وتطبخ وترسم، وتصيغ المشاريع في اطار حل انساني تسعى اليه الادارة الامريكية، وحركة حماس لم تحدد موقفها وبمن تثق من هذه الجهات والدول، وهذا سوء تقدير، وخلل في سياستها، يعود بالضرر عليها، قد يؤدي مستقبلا الى عزلها نهائيا او اسقاطها، في ظل ما يتسبب هذا العبث من فوضى، فالحركة باتت أسيرة المشاريع والراسائل والاتصالات باشكالها المختلفة، وبالتأكيد هي تحت مطرقة فرض القرارات، ولعبة التسويات وسندات التهديدات الاسرائيلية، ومهما حاولت التملص والتذاكي فهي تحت رحمة اشتراطات ما أنزال الله فيها من سلطان علاوة على التباين بين أجنحة الحركة داخل القطاع وخارجه.
قطاع غزة، في ظل هذا العبث المستشري في المزاد، تصفية للمقاومة وسلخا عن الضفة الغربية، وتحريضا على القيادة الفلسطينية، وتعميقا لانقسام، لم تستطع انهاؤه جولات الحوار العديدة، في عواصم متعددة في الاقليم، فأين اتجهت الحركة، تتلقى الاشتراطات ومطالب حسن النوايا بخطوات حتى ان اتخذت، فسوق تطالب بالمزيد.
ان الخروج من هذا الوضع المؤلم والخطير هو بالتلاقي مع القيادة الفلسطينية، وانجاز مصالحة خقيقية، توقف عبث الغرباء في ساحة القطاع، مصالحة تعيد الهيبة والقوة والقدرة على المواجهة، في مرحلة هي الاخطر في تاريخ الشعب الفلسطيني.