2024-11-28 06:43 م

خنق إيران نفطياً: عقل إسرائيلي... وعضلات أميركية

2018-07-05
محمد بلوط، وليد شرارة، الاخبار اللبنانية
لم ينتظر قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، رئيسه «المعتدل» حسن روحاني في خطاب المحارب الذي استحق عليه وعداً بتقبيل يديه. روحاني هدّد ألا يتمكن أحد «من تصدير نفطه إذا لم تتمكن إيران من ذلك» وإذا ما توصّلت الولايات المتحدة إلى خنق إيران نفطياً

العالم تغيّر لدى الرئيس حسن روحاني، والعالم الذي تحاول إدارته الولايات المتحدة وإسقاط النظام في إيران تغيّر أيضاً. هو العالم الذي أدارته خلال الحرب الباردة ومكّنها مطلع التسعينات، وفي منتهى أكثر من سبعين عاماً، من إسقاط النظام السوفياتي في استراتيجية باتت تعرف بـ«عقيدة ريغان». يذهب مستشار الأمن القومي، جون بولتون، إلى حد «التفاؤل» بأن يعيد التاريخ نفسه، دونما أدنى شك، والتنبؤ أن يكون عام 2019، عام سقوط النظام الإيراني. أما وزارة الخارجية والبيت الأبيض، فيطلقان العد التنازلي للسقوط الإيراني المقبل بإعلان الرابع من تشرين الثاني المقبل، موعداً نهائياً، لإغلاق التعاملات النفطية والاقتصادية مع إيران، وإشعال الداخل الإيراني. 

فخلف الهجوم الذي بدأته الولايات المتحدة يكمن شيء من ذلك الاعتقاد أنه بوسعها أن تفعل في إيران ما فعلته بالاتحاد السوفياتي، فتسقط طهران من دون تعكير مياه الخليج أو تطلق رصاصة واحدة، كما سقط السوفيات آنذاك. فما يتوسله أميركيون وإسرائيليون معاً لإسقاط النظام في طهران لا حرب نجوم فيها، ولا سباق إلى أسلحة تستنزف مداخيل الدولة الإيرانية، كما استنزفت السوفيات. وبدلاً من ذلك تستل الولايات المتحدة سلاح «الدمار النفطي الشامل» لإغلاق الأسواق أمام 2.4 مليون برميل من النفط الإيراني يومياً، وتجفيف عائداته المتوقع أن تتجاوز 50 مليار دولار، والتي لا تزال تشكّل أكثر من 75 في المئة من العائدات النقدية لموازنة طهران، فتنفجر عندئذ إيران من الداخل.

لا يباشر الأميركيون مشروعهم «الريغاني» الجديد في الألفية الثالثة وحدهم، كما لا يباشرونه بما يمكن أن يطلق عليه استراتيجية متكاملة ولدت من بنات أفكارهم. فإذا كانت عضلات الهجوم أميركية إلا أن عقله إسرائيلي. 
فقد تكون عمليات التطهير التي قادها مايك بومبيو في أروقة «لانغلي» من المحللين وخبراء الشؤون الإيرانية، قبل انتقاله إلى وزارة الخارجية، قد أسهمت في إخضاع دولة الأمن القومي للمجموعة الجديدة التي تحيط بالرئيس دونالد ترامب، ومهدت للاتجاه الجديد بجعل إيران أولوية الأولويات.