2024-11-28 06:49 م

تسييس الحج.. الحربة التي توجه لسوريا وقطر

2018-06-30

عرف عن الحج إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة أنه الفريضة الوحيدة الموجودة قبل الإسلام، ولو أن ديننا الحنيف بدل المناسك الجاهلية فيها إلا أن ثمة العديد من العادات التي ترافق الحج لا تزال موجودة إلى يومنا هذا، منها المهام التي تقع على عاتق سكان الديار المقدسة في تيسير أمور الضيوف وتوفير الخدمة اللازمة لهم من طعام وشراب ومسكن إلى ذلك..

يقال إنه في عهد الجاهلية كانت قريش وهي حينذاك تتزعم قبائل مكة، تجعل من عملية توفير الماء للحجاج وظيفة هامة، بل جعلتها أهم الوظائف في مكة ووكلتها إلى أعظم البيوت القرشية،  وتولى قصي بن كلاب المهمة بنفسه، كما عملت بطون قريش على الإكثار من حفر الآبار في مكة، لتواجه الزيادة في عدد الحجيج الوافدين إلى الكعبة، فالسقاية في ذلك الحين من الوظائف الفخرية إلى جانب عمارة البيت الحرام والقيام على تنظيفه وإعداده للزائرين، واستمرت تلك العادات حتى بعد انتشار الإسلام ونزلت آية في القرآن الكريم ترفع شأن من يقوم بهذه الأعمال، في سورة التوبة قال تعالى: أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ.
يبدو لنا فيما سبق أن خدمة الحجيج لم تكن فقط ذات دوافع دينية وإنما هي إحدى الصفات التي يحملها العرب منذ الجاهلية مثل بقية الصفات الفطرية، بالنظر إلى ما وصلت إليه فريضة الحج في وقتنا الحالي من تسييس واستغلال وسوء تعامل يتعرض له الحجاج يبدو أن علينا أن نتحسر على أيام أبي جهل ورفاقه المشركين قياساً بمن يحمل راية خدمة الحرمين اليوم، فلم يعد خافيا ممارسات السلطات ضد فئات معينة من الحجاج، واستغلال الفريضة لتحقيق مآرب سياسية وليّ أذرع الخصوم الإقليميين.

السلطات السعودية بعنجهية فارغة تستخدم ورقة الحج كعصاة و جزرة فهي تقدم تاشيرات الحج لبعض المسؤولين في الدول الاسلامية لتمرير مشروعاتها وتغلغل نفوذها في دولهم وتحرم مواطني دولا اخرى لاختلافات سياساتها معهم.

وفي هذا السياق منعت السلطات هذا العام في السعودية منح تأشيرات حج أو عمرة للمواطنين السوريين والقطريين من أداء فريضة الحج، اذ تمنع السلطات السعودية السوريين من الحج للسنة السابعة على التوالي والقطريين للسنة الثانية وذلك لأسباب سياسية.

واستنكرت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين هذا التصرف السعودي واعتبرت حرمان الآلاف من أداء فريضة الحج جريمة ضد الشريعة والقانون الدولي.

وطالبت الهيئة الدولية باشراك المؤسسات والحكومات الإسلامية في إدارة المشاعر المقدسة في السعودية وذلك عد فشل إدارة الرياض في إدارة تلك المناسك والتسبب في حرمان الالاف من المسلمين من العمرة والحج لأسباب سياسية وذلك لضمان أقصى درجات الشفافية والنزاهة في إدارة المشاعر الإسلامية في مكة والمدينة.

من جهته، أشار مصدر في وزارة الأوقاف السورية إلى أنه “يجب أن يتم توقيع اتفاقية مع وزارة الحج السعودية للسماح للسوريين لأداء مناسك الحج إلا أن هذا لم يتم إلى الآن على الرغم من أن الشهر القادم ستبدأ بعض الدول الإسلامية بتسيير الحجاج”، مضيفاً إن “الواقع على ما هو عليه منذ سبع سنوات.

الجميع يتسائل الى متى ستستمر المملكة في سياساتها التي تزيد الشقاق بين الاخوة العرب و المسلمين ويبدو ان الجواب غير متاح في الافق القريب ولا حتى البعيد.