متغيرات جديدة في الجنوب السوري تثبت حالة إصرار الجيش العربي السوري على تحقيق النصر النهائي على الارهاب، إذ تمكن الجيش من تطهير قرى جديدة في ريف درعا الشرقي وهي: ناحتة وصما الهنديات والمليحة الشرقية والمليحة الغربية والرخم والحراك وعلما والصورة ومقر اللواء 52، وفي المحور الغربي من الشيخ مسكين ، فرضت وحدات الجيش سيطرتها على الكتيبة 271 و تل حمد وسد إبطع ، موسعة بذلك من نقاط سيطرتها بالمحور الشرقي لطريق دمشق – درعا .بعد معارك عنيفة أدت إلى انكسار الإرهابيين عن خطوطهم الدفاعية والانسحاب من البلدات واحدة تلو الأخرى بعد مقتل المئات منهم. وهو ما يعد تحولاً هاماً في دفة الحرب فى سورية منذ أكثر من سبع سنوات، وعلى صعيد آخر فقد أشار الرئيس الأسد إلى أن حلم أمريكا وأصدقاءها في سورية"يتحطم أمام أعينها، والآن... بات مصير تنظيم (جبهة النصرة) والجماعات المرتبطة به محل تساؤل من جديد: هل دخل هذا التنظيم مرحلته الأخيرة في سورية ؟ بعد أن بات النصر على الإرهاب وإجتثاثه وإحباط مخططات داعميه قريب من المنال.
اليوم تتسارع الأحداث في سورية بوتيرة عالية وبدأت الكثير من الموازين والتوقعات تنقلب على رأس مخططيها بعد التحركات القوية للجيش السوري لتحرير مناطق كانت تعتبر من المعاقل الصعبة والمهمة لـ(جبهة النصرة) والجماعات المرتبطة بها والتي لا يمكن حتى التفكير بالإقتراب منها، ليتمكن الجيش السوري من قلب موازين المعادلة ويبدأ بالزحف والتحرك لتسقط معاقل هذه التنظيمات الإرهابية في معظم مناطق الجنوب السوري.
اليوم يسطر الجيش السوري في درعا وقراها أروع ملاحم القتال العسكري، واستطاع بعزيمته أن يطرد ويقضي على التنظيمات المسلحة، وبذلك أصبحت أمريكا وذيولها تصحو كل يوم على أخبار تقدم الجيش السوري، وتحريره المزيد من القرى من بين أيدي التنظيمات المتطرفة المدعومة دولياً، التى لا تكف عن الاستغاثة وطلب العون من إسرائيل وحلفاؤها من العرب، بسبب كثافة الهجمات السورية وتمكنها من قطع معظم طرق الإمداد، وبذلك تتهاوى حصون هذه التنظيمات بسرعة كبيرة، ويكمل الجيش إقامة قوس يحاصر ما تبقى من مواقع للمسلحين، وقطع الحبل السري الذي تغذيهم به إسرائيل وحلفاؤها، وبذلك يفقد اعداء سورية دورهم وتأثيرهم على أرض المعركة في سورية، وإنطلاقاً من ذلك فإن عجز التنظيمات المتطرفة في هزيمة الجيش في درعا وعدم كسر محور ايران- سورية - حزب الله- روسيا، تكون قد خسرت الرهان بتحقيق أي تقدم ولو كان وهمياً عبر أدواتها في درعا أو أي منطقة أخرى في سورية.
في هذا السياق نجح الجيش السوري في أن يثبت للعالم بقدرته على النصر، الذي فرض نفوذه بقوة في مختلف مناطق الجنوب السوري التي كانت تحت سيطرة التنظيمات المتطرفة، وبعث بهذه المعارك بالعديد من الرسائل للداخل والخارج، تؤكد جميعها أن هذا الجيش قادر على الحسم والمواجهة و فرض الأمن وحصار جماعات العنف"جبهة النصرة"، وفي إطار ذلك عهد الرئيس الأسد وجيشه، بـ"نصر كبير" على الجماعات المتشددة في سورية، وذلك بعد نجاح الجيش السوري في هزيمة جبهة النصرة وأخواتها في مدينة درعا وريفها، التي شهدت شوارعها إحتفالات شعبية واسعة، ورداً على سؤال حول موعد إنهاء الحرب في سورية، قال الرئيس الأسد "اننا على طريق النصر وسنقضي على جميع الارهابيين "، الأمر الذي يؤكد بان سورية اليوم ترسم ملامح العزة والكرامة رغم كل المؤامرات التي تحاك ضدها، وأن خطاب النصر النهائي الذي سيعلنه القائد العام للجيش والقوات المسلحة بات قريباً لا سيما بعد الإنجازات الكبيرة التي صنعها الجيش في الجنوب السوري.
مجملاً...لقد برهن الجيش السوري مرة أخرى بأنه مارد صلب شجاع كما كان عبر التاريخ، و إن المعركة التي يخوضها الرئيس الأسد وحلفاؤه، هي معركة حاسمة ومهمة، في وقت وضع لها خطة عسكرية محكمة ويديرها من غرفة عمليات خاصة، وأن الوحدات العسكرية بكافة فئاتها في الميدان تنتظر خطاب النصر الذي سيعلنه القائد العام للجيش والقوات المسلحة، احتفالاً بتحرير مدينة درعا وباقي المدن الأخرى.
Khaym1979@yahoo.com