2024-11-30 06:34 م

كيف وجهت ماليزيا صفعة لآل سعود؟!

2018-06-29
الحكومة الجديدة في ماليزيا بعد إعادة النظر في مسألة وجود قواتها العسكرية بالسعودية، قررت إنهاء تدخلها في صراعات الشرق الأوسط وتحديدا اليمن مما اعتبره المراقبون للشأن اليمني بأن هذا القرار هو بمثابة صفعة ماليزية موجهة لآل سعود.

الحكومة الماليزية الجديدة التي إنبثقت عن الإنتخابات البرلمانية في أيار/مايو 2018 أعلنت أمس الخميس على لسان وزير دفاعها "محمد سابو" أن حكومة كوالالامبور لا تريد التدخل في قضايا الشرق الأوسط و ستسحب قواتها من السعودية وتُنهي حضورها العسكري الذي بدأ عام 2015 تحت ما يسمى بالمساعدة في إجلاء المواطنين الماليزيين و مواطني الدول الأخرى من اليمن.

هذا وكان وزير الدفاع في الحكومة الماليزية السابقة "هشام الدين حسين" قد قال في أكتوبر/تشرين الأول 2017 إن القوات العسكرية الماليزية ستبقى في السعودية ولكن خلفه محمد سابو أعلن أن الحضور العسكري في السعودية قد أوقع الحكومة الماليزية بطريقة غيرمباشرة في صراعات الشرق الأوسط.

وماليزيا في عهد الحكومة السابقة بقيادة رئيسها المتهم بالفساد المالي "نجيب رزاق" كانت قد إتخذت خطوات لتقارب أوثق وأوسع مع السعودية في ظل تصاعد الأزمات بالشرق الأوسط وإشتدادها وفي هذا السياق أرسلت حكومة نجيب رزاق عام 2015 قوات ومعدات عسكرية إلى السعودية.

كما إنضمت ماليزيا تحت حكم نجيب رزاق لما يسمى بالتحالف السعودي لمكافحة داعش الذي يضمّ 34 دولة.

ولكن مع فوز ماهاتير محمد في الإنتخابات البرلمانية التي جرت في 9 أيار/مايو الماضي، بدت ملامح إعادة نظر الحكومة الجديدة الماليزية في مسألة الحضور العسكري الماليزي بالسعودية أو إحتمال إنهائه.

وكانت الحكومة الماليزية قد قالت الأسبوع الماضي إنها ستتخذ قراراً بشأن هذه المسألة في المستقبل القريب بعد الإنتهاء من إعادة التقييم.

وقال سابو: منذ البداية، مارست ماليزيا سياسة عدم الإنحياز ولا تميل إلى أية فكرة إيديولوجية للقوى العالمية، مشيراً إلى أن بلاده عضو حركة عدم الإنحياز وشاركت فيها بنشاط.

وقال الوزير: " ماليزيا لن تجعل جيشها يتورط في أي حروب خارجية ما لم يكن ذلك عن طريق الأمم المتحدة"، قائلاً "لماذا نشارك في مهاجمة اليمن أو أي أمة إسلامية؟!"

ورداً على تبريرات الحكومة السابقة، قال وزير الدفاع الماليزي إن العذر القائل بأن القوات الماليزية في اليمن للقيام بأعمال إنسانية هو أمر سخيف، مضيفاً " إذا كان صحيحاً بالفعل أنه تم نشر قواتنا للمساعدة في جهود الإخلاء، فيجب أن يتم العمل الآن، ولا توجد حاجة للبقاء منتشرين لأكثر من 3 سنوات".

وفي مايو/أيار عام 2015 وصلت قوة عسكرية ماليزية إلى القواعد الجوية السعودية للمشاركة في ما يسمي بـ"عملية إعادة الأمل في اليمن"، وبذلك أصبحت ماليزيا الدولة الـ12 المشارِكة في تحالف العدوان السعودي بعد إنضمام السنغال.

وسبق أن تحدثت تقارير إعلامية في يونيو/حزيران سنة 2016 عن إحتمال سحب المغرب لقواته من اليمن إلا أن هذا الأمر لم يحدث حتى الآن.

تشارك المملكة المغربية في تحالف العدوان السعودي بقوات جوية وبرية تشمل سرباً من ست طائرات "F16" الأمريكية الصنع و1500 جندي من القوات الخاصة وتعمل هذه القوات تحت قيادة الإمارات.

وخلال هذه المشاركة، أسقطت انصارالله طائرة مقاتلة مغربية من نوع "F16"، قتل على إثرها الربان فوراً، كما قتل بعض الجنود المغاربة المشاركين في هذه الحرب، وفقًا لما أكدته تقارير إعلامية مغربية وأخرى عالمية.