تحدثت صحيفة إسرائيلية الجمعة، عن الغياب الطويل لملك المغرب محمد السادس عن بلاده، وتواجده داخلها خلال الأربعة شهور الأخيرة أيام محدودة.
وقالت صحيفة "هآرتس" في مقال للكاتب تسفي برئيل، إن "ملك المغرب قضى عشرين يوما فقط في المملكة، أما باقي المدة قضاها في أرجاء العالم مع شخصيات كبيرة ومعروفة"، مضيفة أنه "في هذه الأثناء تزيد الاحتجاجات الاجتماعية في الداخل، ويطرح سؤال أين الملكة التي غابت منذ ستة أشهر؟".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "يوجد للملك محمد السادس أكثر من 3.6 مليون متابع لصفحته في فيسبوك، ويسعد بنشر صور وتعليقات تصف مكان وجوده، والأشخاص الذي يلتقي معهم"، مستدركة قولها: "لكن هناك من هو غير راض عن الصورة التي يقضي فيها الملك أوقاته".
وذكرت أن "الإحصاءات الحديثة، تؤكد أن الملك المغربي قضى عشرين يوما في مملكته خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، أي 16 بالمئة فقط من الوقت الذي يجب أن يعمل فيه"، مؤكدة أنه "مقارنة مع السنة الماضية يعتبر هذا تراجع كبير عن 45 بالمئة من الوقت، وهي نسبة أيضا لا تبعث على السرور".
وتابعت الصحيفة الإسرائيلية: "صحيح أن الملك قضى جزء من الوقت في المستشفى في فرنسا، لإجراء عملية قلب بعد أن اشتكى من نبض غير منتظم، لكن ما بقي وصف من قبل الجهات الرسمية كفترة نقاهة بعد العملية".
ولفتت إلى أن "منتقدوه في المغرب استغربوا من الملك أنه لا يثق بالأطباء المغاربة، وأنه فضل النقاهة والاستجمام في فرنسا وليست في المملكة المليئة بمواقع الاستجمام والقصور التي تناسب حتى ملك السعودية، الذي اعتاد على الاستجمام فيها"، وفق قولها.
ونوهت إلى أن ملك المغرب أعلن قبل عودته الأخيرة إلى بلاده تأجيل العودة لمرتين في 16 و23 آذار/ مارس الماضي، ومن ثم وصل في 16 نيسان/ أبريل، وطرح برنامجا مكتظا تضمن في نهايته أيضا زيارة خارجية إلى الكونغو، وبعدها "طار إلى مكان غير معروف"، حسب وصف البيان الرسمي.
وأوضحت "هآرتس" أن المكان غير المعروف، هو مرغوب جدا عند الملك، ويتمثل في الضيعة الكبيرة في بيتس في إقليم أواز في فرنسا، التي اشتراها والده الملك المتوفى الحسن في العام 1972، مبينة أن "الضيعة مزودة جيدا بكل التسهيلات الحديثة وتتم صيانتها من قبل طاقم كبير يتلقى الأجر من أموال دافع الضرائب المغربي".
وأردفت: "نفس دافع الضرائب هذا، يمول أيضا عطلة 15 شاب من مدينة بيتس وما حولها، الذين يقوم الملك بدعوتهم في كل سنة للعودة معه من أجل التعرف على بلاده".
وتساءلت الصحيفة الإسرائيلية: "هل الغياب المتواصل للملك يدل على أنه كره المملكة وأنه ينوي الاستقالة؟"، مستدركة قولها: "الملك بالطبع لا ينوي التنازل عن العرش، كما أن ولي العهد انبه مولاي حسن، فقط هو ابن 15 سنة".
وأكدت أن "الملك في هذه الأثناء صامت"، معتبرة أنه "يترك للحكومة إدارة الأزمة الاقتصادية، وكأنه لا علاقة له باستقرار الدولة والنظام، وفي أحسن الحالات من شأنه أن يتبنى جزء من المطالب وأن يطرح موافقته على خطة إصلاح، ومن شأنه أيضا إقالة عدد من الوزراء، وهي الخطوة التي يقوم بها ملك الأردن عبد الله الثاني، الذي يقوم بتبديل الحكومات بوتيرة سريعة".
وأشارت إلى أن "الجمهور منشغل بمسألة ليست أقل تسلية تتعلق بطلاق الملك من زوجته لالا سلمى، ابنة الأربعين، التي اختفت من الفضاء العام منذ كانون الأول 2017، وحتى اختفت في الصور العائلية التي بثها الملك من المستشفى في فرنسا في شهر آذار".
وشددت الصحيفة على أنه "رغم الانتقاد الداخلي ضده، يحظى محمد السادس بشعبية وعلاقات وثيقة مع رؤساء دول الغرب، خاصة فرنسا والولايات المتحدة، وهو يحرص على الحفاظ على علاقة غير علنية مع إسرائيل، وكذلك يأخذ على عاتقه في كل مرة مهمة الوساطة في نزاعات إقليمية".