الانظمة العربية، ودول اسلامية ردت على مجازر غزة بدعوة الجامعة العربية الى الانعقاد، على مستوى المبعوثين ثم الانتقال الى الدرجة الثانية من اللقاءات على مستوى وزراء الخارجية، وتنادت هذه الانظمة عندما دعا النظام الوهابي في الرياض الى لقاء في "بيت العرب" الآيل للسقوط، حفظا لماء الوجه لا أكثر، كدعوته الى التأكد من سلامة مياه زمزم التي أصبحت تباع لحجاج بيت الله الحرام.
هذا النظام المطبع مع اسرائيل، الذي سمح لآلة الحرب الاسرائيلية بالتواجد في نجد والحجاز، ورحب بقرار دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل واحتضن صهر الرئيس الأمريكي كوشنير ليال طوال لصياغة صفقة القرن المشبوهة، لن يكون يوما محبا لفلسطين والقدس وداعما حقيقيا لشعب فلسطين، فهو الذي يمول الارهاب ويتآمر لتفكيك جيوش الدول العربية وتخريب ساحاتها ويقتل الاطفال في اليمن، ويدمر في سوريا، دعوة الملك المريض لاجتماع في القاهرة، هي مجرد هروب، ومنعا للاحراج وتغطية على حقده وخيانته.
ماذا سيصدر عن الجامعة العربية.. ولفلسطين معها تاريخ طويل، خاصة بعد أن تحولت الى مجرد دائرة خليجية صغيرة، تطالب علنا باجتياح الدول والساحات العربية، فلقاءات الجامعة العربية، لا يصدر عنها الا بيانات التخدير التي تحمل في طياتها التشفي، والانتقام والاستغفال.
مثل هذه الانظمة تتنافس مع النظام التركي، الحاضن لعصابات ارهابية تواصل تخريبها وعبثها في الساحة السورية، هذا النظام العثماني رد على الملك الوهابي بدعوة مجلس التعاون الاسلامي الى لقاء عاجل في اسطنبول لـ "بحث" الجرائم الاسرائيلية، وتهويد القدس وقرار الرئيس الامريكي بنقل سفارة واشنطن الى القدس.
أنه تنافس الخونة، وطريقهم واسلوبهم للاختباء وحفظ ماء وجوههم السوداء، فالنظام التركي الذي يتباهى بطرده القنصل الاسرائيلي هو نفسه الذي ينسق مع اسرائيل أمنيا واقتصاديا، وهو كالنظام الوهابي يدعم الارهاب في سوريا، ودعوته هذه "دعائية" خاصة وأن تركيا مقبلة على انتخابات في الفترة القريبة القادمة.