موضوع الهدنة طويلة الأمد أثير من جديد، في أوضاع وظروف دفعت الكثير من الجهات الى التحرك لايجاد صيغة ما، تجلب الهدوء بدلا من التوتر على الحدود بين القطاع واسرائيل، وفي ظل تباين المواقف والتصارع بين "المتدخلين" رغم الهدف المشترك بينها، والذي ليس في الصالح الفلسطيني، بل تعميق لشرخ الانقسام في الساحة الفلسطينية.
هذا التحرك ليس منفصلا عن المساعي الأوروبية، وذلك اللقاء "الانساني" الذي شهده أحد أركان البيت الابيض قبل فترة.
وتقول دوائر ذات اطلاع أن مصر وكلا من تركيا وقطر، تتحرك في هذا الاتجاه، وباتت ساحة القطاهع ميدان عبث وتصارع مصالح واسرائيل تنتظر نتائج ومساعي هذا الطرف أو ذاك، ما دامت النتيجة أو الهدف يجمع كافة الجهات وعنوان الحراك المستمر بنشاط ملحوظ.
الدوائر تضيف أن الاتصالات بشأن الهدنة طويلة الامد مستمرة، وبشكل حثيث، هدنة تستمر 15 عاما، مع انفراج في الوضع المعيشي بأشكال مختلفة، وضبط للحدود بحيث يتبدد التوتر، ويفتح المجال أمام حركة حماس لتعزيز حكمها، وربما الامتداد نحو الضفة الغربية.
وتشير الدوائر الى أن اسرائيل التي تتلقى النتائج أولا بأول، تربط نجاح مساعي الهدنة طويلة الأمد، التي تتمناها، منعا للانشغال عن الاوضاع المتفجرة على الجبهة الشمالية، بانجاز صفقة تبادل الاسرى، التي باتت بين أيدي عدد من الوسطاء، المانيا ومصر ومشيخة قطر، هؤلاء يحاولون جسر الهوة في المواقف و "حلحلة" الخطوط الحمراء والاشتراطات الموضوعة والمرسومة. وتفيد الدوائر أن امكانية نجاح البحث عن تفاهمات، وانجاز صفقة تبادل واردة تماما، فقد عرضت اسرائيل على حركة حماس زيادة عدد الاسرى المطلوب اطلاق سراحهم مقابل تخلي حماس عن بعض الاسماء التي تطالب بالافراج عنهم.. والردود، تتناقل بين الحركة وتل أبيب على أيدي الوسطاء، ويبدو كما ترى الدوائر أن نتائج ايجابية قد تظهر قريبا، فالجانبان الاسرائيلي والحمساوي معنيان كل منهما لاسباب داخلية بنجاح جهود الوساطة، والوسطاء أيضا، لكل منهم مصلحة في أن يتصدر سدة هذا النجاح، دعما للأدوار وجزءا من الاستحواذ على النفوذ، دعما لهم في ملفات أخرى.