عادت من جديد حرب التصفية في الشمال السوري، بين «هيئة تحرير الشام» الواجهة الجديدة لـ«جبهة النصرة» الإرهابية، وبين «جبهة تحرير سورية» المشكلة مؤخراً.
ونقلت مواقع إلكترونية داعمة للمعارضة: أن الاشتباكات تركزت في ريف حلب الغربي، وتحديداً في محور مكلبيس وبلنتا، وترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة، ومعلومات عن خسائر بشرية.
تأتي هذه الاشتباكات بعد نحو أسبوع من الهدوء النسبي بين الطرفين، في ما يشبه الهدنة المؤقتة، والتي انهارت وسط اتهامات من «تحرير سورية» لـ«تحرير الشام» بخرقها.
وكانت «صقور الشام» المتحالفة مع «تحرير سورية»، اتهمت «تحرير الشام» بالتسبب في عودة المعارك، من خلال رفضها لكافة بنود الاتفاق المطروحة، وأبرزها تسليم المعابر لإدارات مدنية غير تابعة لها.
وخلال الأيام الماضية، استعادت «تحرير الشام» عدداً من المناطق التي خسرتها مؤخراً في ريف حلب، وهي ريف المهندسين الأول وريف المهندسين الثاني وريف الأطباء والشيخ علي والفوج 46 وتديل وعاجل وأورم الصغرى وتقاد وكفر نوران والتوامة وكفركرمين وحاجز كفرناها، ومعارة النعسان وميزناز وحاجز القناطر.
إضافة إلى سيطرتها على زردنا ورام حمدان وحزرة وكفريحمول ومعرة مصرين وترمانين وتلعادة وقاح وعقربات وكفرلوسين وأطمة ودير حسان.
ولا تزال الحرب الإعلامية على أشدها بين الطرفين. وظهر أحمد حلاق الملقب أبو روما الحلبي من جديد، مع ميليشيا «حركة نور الدين زنكي»، لكن هذه المرة في «سيلفي» جديد يهاجم فيه «تحرير الشام»، بعدما برز بمعركة حلب في العام 2016، ووصف «أبو روما»، هيئة تحرير الشام بـ«البغاة» متوعداً بمواصلة قتالهم.
بدورها، هاجمت معرفات موالية لـ«تحرير الشام»، الشرعي السعودي عبد اللـه المحيسني، متهمة إياه بادعاء الحياد، ومحاباة «تحرير سورية» على حسابهم، وهي التهم التي يكرر الأخير نفيها ورفضه لها.
في الأثناء، أفاد نشطاء معارضون، بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، بأن سبعة أشخاص على الأقل، بينهم مدنيان، لقوا مصرعهم، وأصيب أكثر من عشرين آخرين أمس جراء تفجير سيارة مفخخة وسط مدينة إدلب.
وأكد النشطاء أن الانفجار دوى قرب مبنى ما يسمى حكومة «الإنقاذ الوطني»، موضحين أن «حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع لوجود عدد من الجرحى في حالة خطرة».
في الوقت نفسه، تحدث بعض النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي عن ارتفاع قتلى التفجير إلى 15 شخصاً.
وأشار النشطاء إلى أن المبنى الذي وقع التفجير أمامه هو مقر للمسلحين الأوزبيكيين المنتمين إلى «تحرير الشام» التي تشكل «النصرة» عمودها الفقري.
ولم يتبن أي طرف حتى الآن هذا الهجوم، لكن نشطاء وجهوا أصابع الاتهام إلى تنظيم داعش الإرهابي، على حين ذكرت «تحرير الشام» أن التفجير ترافق مع تحليق طائرة استطلاع فوق المدينة.
وهذه ليست المرة الأولى خلال الأشهر الأخيرة التي تهز فيها تفجيرات كهذه مدينة إدلب، وذلك وسط تصعيد الصراع بين أكبر تنظيمين مسلحين في المنطقة، وهما «تحرير الشام» و«تحرير سورية» المؤلفة غالباً من مسلحي ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» وميليشيا «حركة نور الدين الزنكي».
من جهة ثانية، أطلقت «تحرير الشام»، الرصاص الحي على تظاهرة خرجت ضدها الجمعة في ريف حلب، ما أدى إلى وقوع إصابات بشرية بحسب مصادر إعلامية معارضة.
وأكد نشطاء قيام مسلحين تابعين لـ«الهيئة» بإطلاق الرصاص على متظاهرين في مدينة الأتارب، بعد أن خرجوا باتجاه «الفوج 46» للتنديد بالهجوم على دارة عزة وعنجارة من قبل «الهيئة».
وأظهرت لقطات مصورة لتظاهرة خرجت ضد «تحرير الشام» في ريف حلب مدنيين يهتفون بعبارات مناوئة لزعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني، منها «طز طز جولاني.. يا جولاني يا **».
في سياق آخر، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية في بيان تصنيف ميليشيا «كتيبة الإمام البخاري» المتواجدة في سورية، كـ«منظمة إرهابية».
واتهمت أميركا «الكتيبة» بالقيام بنشاطات إرهابية، واعتبرت أنها تهدد الأمن القومي الأميركي واقتصاده، مشيرة إلى أنه تم حظر جميع ممتلكات «الكتيبة» في أميركا، إضافة إلى حظر المواطنين الأميركيين الدخول في أي معاملات معها.
من جهتها رفضت «تحرير سورية»، التي تقاتل الكتيبة ضمن صفوفها، القرار الأميركي، معربة عن استغرابها من القرار بحق «من يساند في محاربة الإرهاب».