2024-11-29 10:53 م

لماذا تصر الإمارات على تقسيم الدول العربية؟

2018-03-17
عائد عميرة*
أثبتت العديد من التقارير الاستخباراتية والإعلامية، مؤخرًا، تنامي المساعي الإماراتية لدفع بعض الأقاليم في بعض الدول العربية التي تعاني من الفوضى والاقتتال، إلى الانفصال عن دولهم المركزية، لبسط نفوذها -أي أبوظبي- في المنطقة والسيطرة على سلطة القرار والموارد فيها.

أرض الصومال

بعد اتفاقها مع الماسكين بزمام الأمور في إقليم أرض الصومال الانفصالي على بناء قاعدة عسكرية لها في مدينة بربرة بالإقليم، في فبراير/شباط 2017، من المنتظر أن تشرف دولة الإمارات على تدريب جيش هذا الإقليم رغم علمها يقينًا بمساعيه الانفصالية.

وفي حوار له مع وكالة رويترز للأنباء، قال رئيس ما يعرف بجمهورية "أرض الصومال" المعلنة من جانب واحد، موسى بيحي عبدي، إن دولة الإمارات العربية المتحدة ستدرب قوات الجيش والشرطة في المنطقة التي يتولى إدارتها وتتمتع بحكم شبه ذاتي وتسعى للانفصال عن دولة الصومال.

وتوقع عبدي الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الإمارات بدعوة من ولي عهد دولة الإمارات محمد بن زايد، إكمال الاتفاق بين الطرفين خلال شهرين، وأضاف أن التدريب يأتي في إطار اتفاق لإنشاء قاعدة عسكرية إماراتية في أرض الصومال، بما يشكل رادعًا للجماعات المسلحة ومصدرًا للتنمية وخلق فرص عمل.
ورغم إلغاء وزارة المواني والنقل البحري في الصومال، اتفاقية الشراكة الثلاثية المبرمة في الإمارات، بين شركة مواني دبي العالمية وأرض الصومال والحكومة الإثيوبية، لتشغيل ميناء بربرة، فإن القادة الإماراتيين يصرون على خرق المواثيق الدولية رغبة منهم في تقوية قادة "أرض الصومال".

يسعى الإماراتيون إلى تقوية حلفائهم في "أرض الصومال" التي أعلنت سنة 1991 استقلالها عن الصومال رغم عدم الاعتراف الدولي، ويرجع خبراء هذا الدعم الإماراتي السخي لقادة هذا الإقليم إلى رغبة الإمارات تقسيم الصومال وتفكيكه، وتقع "أرض الصومال" في منطقة القرن الإفريقي على شاطئ خليج عدن، وبالتحديد شمال الصومال الأم، وتعد نفسها دولة مستقلة على الرغم من كونها غير معترف بها من الأمم المتحدة وأغلبية دول العالم التي تعتبرها لا تزال تحت سيادة الصومال.

على الرغم من الموقف المعلن للإمارات بتأكيد وحدة الصومال ورعايتها لمبادرة مصالحة بين أطراف الأزمة الصومالية، بتوقيع الأطراف على ميثاق دبي للمصالحة بعد محادثات في لندن وإسطنبول، سعت الإمارات لتحقيق مكاسب اقتصادية وإستراتيجية داخل "أرض الصومال" على حساب الوحدة المزعومة، عبر نشاط إعلامي واقتصادي وسياسي إماراتي خلال العامين الماضيين.

وتساعد الإمارات "أرض الصومال" في مجالات عديدة وعلى رأسها إعادة إعمار وتنمية مجالات التعليم والمستشفيات وتوليد الطاقة والصرف الصحي للمياه، بالإضافة إلى تعبيد الشوارع الرئيسية في مدينة هرغيسا، عاصمة الإقليم، والمناطق المحيطة بها.

دعم دعاة الانفصال في ليبيا

الدور الإماراتي "الخبيث"، حسب وصف بعض المحللين، لا يتوقف عند حدود الصومال فقط، بل يصل أيضًا إلى ليبيا وخاصة جنوبها، حيث تعمل الإمارات على دعم بعض القوى في جنوب ليبيا للانفصال عن طرابلس وتكوين دولة مستقلة هناك.

ومؤخرًا، أثبتت العديد من التقارير الاستخباراتية الدعم الإماراتي القوي لقبائل التبو التي تسعى للانفصال عن ليبيا وإعلان دولة مستقلة كما حصل مع دولة جنوب السودان، بالاستعانة بمرتزقة أفارقة، وتوالي هذه المجموعات اللواء المتقاعد خليفة حفتر رجل الإمارات في البلاد.

يسيطر التبو الذي يبلغ تعدادهم قرابة 350 ألف بشكلٍ فعال على جزء كبير من المناطق الحدودية في الجنوب الليبي التي تمتد من الكفرة في أقصى الشرق إلى القطرون والويغ جنوبي سبها، ومع أن شبكاتهم واسعة النطاق، فإن مكانتهم داخل المجتمع الليبي موضع خلاف.

مقالات:ليس آخرها ليبيا أو اليمن.. لماذا تصر الإمارات على تقسيم الدول العربية؟