2024-11-29 12:41 م

غزة في دائرة الاستهداف الإرهابي .. حماس والقاهرة وتنسيق الأولويات!!

2018-02-16
القدس/المنـار/ قبل أيام وصل الى القاهرة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية على رأس وفد رفيع المستوى من قيادة الحركة لاجراء محادثات مع القيادة المصرية، هذه الزيارة لها أبعادها ودلالاتها بفعل تطورات الأحداث في أكثر من ساحة وفي الساحتين الفلسطينية والمصرية، وتحركات واشنطن والرياض التي تستهدف تمرير حل تصفوي للقضية الفلسطينية.
ومن أهم التطورات التي دفعت بقيادة حماس التوجه الى العاصمة المصرية، النشاط الارهابي في سيناء الذي يهدد القطاع تخريبا ودموية، فالعصابات الارهابية تمول من جهات تسعى لضرب حركة حماس، وحكمها في غزة، وما تخشاه الحركة هو أن يتسلل الارهابيون الى القطاع وتدمير ساحته خدمة لبرامج اسرائيل واسنادا للتحرك الأمريكي الذي يستهدف قضية الشعب الفلسطيني، وامكانية التسلل واردة، خاصة وأن الارهابيين يتعرضون لملاحقة واسعة من جانب الجيش المصري، وهناك مخطط امريكي تركي اسرائيلي قطري بالتنسيق مع جماعة الاخوان ليكون قطاع غزة حاضنة للعصابات الارهابية، بعد أن تلقت ضربات مؤلمة في ساحات العراق وسوريا ومصر، لذلك، فان حماس في دائرة الاستهداف الارهابي وللوقوف في وجه ذلك، تجد نفسها مضطرة للتنسيق مع مصر لاحباط هذا التوجه الارهابي، الذي لم تدرك الحركة خطورته منذ البداية، عندما غضت الطرف عن التحاق عناصر من غزة بالمجموعات الارهابية في سيناء، وقدمت الاسناد اللوجستي للمرتزقة على حساب العلاقة مع مصر، مما سهل على العصابات الاجرامية العمل على تحضير حاضنة لها في غزة مستفيدة من الوضع الاقتصادي الصعب والمؤلم الذي يعيشه القطاع.
دوائر متابعة ترى أن قطاع غزة، هو أحد المواقع المرشحة للتواجد الارهابي، مما يخدم المصالح الارهابية ويكرس الانقسام، ويشغل المقاومة المسلحة عن الاستعداد لمواجهة التحديات والتهديدات الاسرائيلية، وكما أن الضفة الغربية والقيادة الفلسطينية، مستهدفة تمهيدا لتمرير ما يسمى بـ (صفقة القرن) فان القطاع أيضا في دائرة الاستهداف نفسه، وبالتالي، حركة حماس أمام خيارين لا ثالث لهما فاما أن تبادر الى انجاز مصالحة حقيقية في الساحة الفلسطينية، تعزز وحدة الساحة لمواجهة التحديات الخطيرة وصفقات الحل المشبوهة التي صاغتها الادارة الامريكية واسرائيل باسناد خليجي، وأيضا بالتنسيق مع مصر لتشديد الحصار على الارهابيين في سيناء وضبط الحدود لاغلاق ثغرات التسلل من سيناء الى غزة وبالعكس، حماية لها وللحكم الذي تمسك به في القطاع واما انها ستخوض معارك شرسة مع العصابات الارهابية تدمر الساحة الغزية.
يبدو وفي هذا السياق جاءت زيارة وفد حماس الى القاهرة، ولقاءاته المكثفة مع قيادات الأمن المصري، مع التأكيد هنا على أن الزيارة لم تتركز على جهود المصالحة، الا عبر بيان مقتضب حول "آمال" استئناف حوارات انهاء الانقسام، فأحد قيادات السلطة الفلسطينية، الذي ترافق وجوده في مصر مع زيارة الوفد الحمساوي لم يلتق أيا من قيادات هذا الوفد، وهذا ما يفسر استمرار تصريحات الاتهام المتبادل ما بين طرفي الانقسام مع تضاؤل الاهتمام المصري في بذل الجهود لتحقيق تقدما أكبر نحو تحقيق المصالحة.