2024-11-29 09:26 م

فشل العدوان الاسرائيلي على سوريا وتداعياته على ساحة الاقليم

2018-02-12
القدس/المنـار/ اسقاط الطائرة الحربية بصاروخ سوري يؤكد المعادلة الجديدة التي تحدثت عنها دمشق وحلفاؤها "محور المقاومة" وهي أن قواعد اللعبة والاشتباك قد تغيرت منذ زمن.. وعلى تل أبيب أن تدرك ذلك، وتعي بأنها شريك وطرف رئيس في المؤامرة الارهابية الكونية التي تستهدف الساحات العربية والتعامل معها تماما كما تواجه بع العصابات الارهابية، وفي مقدمتها سوريا.. وتغيير قواعد اللعبة يعني أن محور المقاومة في جهوزية كاملة، وأن أية قوة أو جهة لن توقف انتصارات الجيش السوري وحلفائه.. والحرب على الارهاب سيستمر الى أن يتم اجتثاثه، مهما بلغ حجم الرعاية التي تتلقاها من أمريكا واسرائيل وتركيا ودول خليجية وغيرها من الجهات.
العدوان الاسرائيلي على سوريا، يحمل أهدافا عديدة، فهو من جهة تصعيد اضافي للحرب على الدولة السورية، وانتصارا للعصابات الارهابية المهزومة، وابقاء للمعارك في أكثر من منطقة سورية، ورفعا لمعنويات الارهابيين التي وصلت الحضيض، وعرقلة لكل الجهود المبذولة، لانهاء الأزمة السورية سياسيا.
العدوان الاسرائيلي الاخير جاءت نتائجه مخيبا لآمال الطبقة الحاكمة في اسرائيل، فسقوط الطائرة الحربية، أسقطت الرهانات والتقديرات الاسرائيلية وأربكت المستويين السياسي والعسكري، انها ضربة مؤلمة وموجعة، لها تداعياتها، كما لها دلالاتها، ادخلت تل أبيب في مراجعة شاملة، لاعادة الحسابات وانتهاج سياسيات جديدة، وأظهرت ضعف هذا الكيان الذي سارع على الفور للاتصال مع موسكو وواشنطن للوقوف على الابعاد والسعي لضبط النفس، بعيدا عن ردود تدهور الأوضاع، وصولا الى اندلاع حرب شاملة. قوى ودول التأثير تقف في خندق رافض لاشعالها، الا اذا استغلت تل أبيب حادث سقوط الطائرة، لمواصلة الاتهام والادعاء بالتدخل الايراني، ليكون غطاء لمواجهة أوسع، يتمناها نتنياهو للهروب من ملفات الاتهام، التي تشد على عنقه، الى حرب قد تبقيه على رأس دفة الحكم في اسرائيل.
وأظهر الرد السوري الحازم على العدوان الاسرائيلي، حجم العلاقة العضوية ورباط التحالف والتنسيق المتعاظم والمتنامي بين اسرائيل ودول خليجية في مقدمتها السعودية والامارات، بمعنى مشاركة هذه الدول اسرائيل في برامجها وسياساتها العدوانية، وما تقدم عليه تل أبيب من خطوات تستهدف ساحات الامة وتصفية قضاياها، واللهاث وراء فتح أبواب التطبيع بين تل أبيب والدول المذكورة.
وليس بعيدا عن ذلك، التشجيع الامريكي لاسرائيل لمواصلة عدوانيتها وتدخلها في الساحة السورية، حيث تشن الولايات المتحدة في الشمال السوري حربا لا هوادة فيها ضد الدولة السورية، وتقوم بعمليات القصف لقوات الدولة السورية ومؤازرتها، كذلك فان وقوف أنظمة الردة في الساحة العربية الى جانب تل أبيب، ضد الشعب السوري هو الاخر عامل تشجيع لاسرائيل لمواصلة اعتداءاتها وسياساتها الارهابية بغية الوصول الى هدف تقييم سوريا، وهذا ما نرى دلائله في الشمال السوري والمنطقة الجنوبية.
الآن.. وبعد أن تلقت اسرائيل هذه الضربة الموجعة، فان الابواب مفتوحة على كافة الاحتمالات، مواجهة واسعة، أو توقف اسرائيل عن استباحة الاراضي السورية، فتتمثل لدعوات ضبط النفس، والقرار الاسرائيلي في هذه المرحلة، لن ينبع من مصدر قوة، أو موقع اليد العليا، فالمعادلة تغيرت وقواعد اللعبة لم تعد كما كانت، والايام القادمة ستوضح الكثير.
ان الرد السوري على العدوان الاسرائيلي نقطة تحول كبير في كامل ساحات الاقليم، وبالتالي، سوف نشهد العديد من التطورات، كتداعيات لهذا الحدث الذي لم تتوقعه اسرائيل وحلفاؤها وتلك الأدوات الصدئة التي تتعاطى مع اسرائيل ضد قضايا ومصالح الأمة وسوريا العروبة.