2024-11-29 10:52 م

ماذا وراء زيارات نتنياهو المتكررة الى روسيا؟!

2018-02-06
القدس/المنـار/ زيارات عديدة قام بها رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو الى روسيا في هذا التقرير نوضح الأسباب التي تقف وراء ذلك، ومواضيع البحث التي طرحت على طاولة النقاش في موسكو.
بداية، روسيا أصبحت رقما مهما في معادلة الحرب والاستقرار في الشرق الأوسط، وهذا أمر لا يخفيه العدو والصديق، لذلك، جاءت زيارة نتنياهو الأخيرة الى روسيا ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، زيارة تختلف عن تلك الزيارات التي سبقتها، من حيث مواضيع المتابعة، وخطورتها وحساسيتها، وفي مقدمتها ما أسمته تقارير غربية اسرائيلية، بـ (متابعة الخطر الذي تمثله ايران) على الجبهة الشمالية، وتعاظمه في الاونة الأخيرة، مع انخفاض حدة المواجهة العسكرية في الساحة السورية لصالح الدولة جيشا وشعبا وقيادة.
صحيح، أن الأوضاع في سوريا كانت دائما على جدول أعمال تلك الزيارات، الا انها في معظمها زيارات غايتها التشاور والتباحث، للتوصل الى تفاهمات، وتعزيز آليات التنسيق بين تل أبيب وموسكو، وتفهم كل طرف لموقف الطرف الآخر، تفاديا للتصادم.
لكن، الزيارة الأخيرة التي قام بها نتنياهو رافقه فيها، رئيس جهاز الموساد الذي حمل معه مجموعة من التقارير الاستخبارية والمعلومات الأمنية، الدقيقة بشأن ما يجري وراء الحدود على الجبهة الشمالية، بشقها اللبناني من تعاظم قوة حزب الله وانتشار غير عادي للمستشارين العسكريين الايرانيين، اضافة الى معلومات استخبارية وصلت اسرائيل من جهات مختلفة، تقاطعت مع بعضها البعض حول قيام ايران باقامة مصانع في المناطق الجنوبية، تحت الارض لتصنيع الصواريخ والقذائف بعيدة المدى، قادرة على تغكية مساحة واسعة في العمق الاسرائيلي.
هذه الزيارة جاءت لابداء المخاوف، وفي الوقت ذاته، نقل نتنياهو الى الرئيس الروسي التحذير.. لينقله بدوره الى حزب الله وايران، مفاده، أن تل أبيب ترى أن هناك تجاوزا لخطوط حمراء لا يمكن السكوت عليها، في حين أن هناك انقساما داخل المؤسسة الامنية والعسكرية الاسرائيلية حول مدى الحاجة للخروج في عملية عسكرية محدودة كانت أو واسعة، بكلمات أخرى هناك داخل المستوى العسكري في اسرائيل من يدعو الى تنفيذ همجمات استباقية ذكية تستهدف المعامل والمصانع العسكرية الايرانية في الجنوب اللبناني، خاصة وأن جزءا منها هو قيد الانشاء على حد زعم هذه التقارير، في حين يرى البعض الآخر في المستوى العسكري الاسرائيلي أن الخروج في عملية ضيقة أو واسعة سيؤدي الى اشتعال شامل للاوضاع، وهذا ليس في صالح اسرائيل، فانجرارها الى هذه المرحلة ــ مع عدم الوثوق بأي حليف لاسرائيل حتى الحليف الأمريكي حيث لا يوثق بتصرفات دونالد ترامب وهناك اشارات عديدة في المنطقة تؤكد ذلك ـــ هذا الانجرار لا يدعو الى كثير من الاطمئنان، خاصة وأن ما جرى في كردستان العراق واستهداف تركيا للقوات الكردية في سوريا، ما يثير قلق تل أبيب.
لذلك، المخاوف الاسرائيلي ذات حدين، فمن جهة تخشى اسرائيل استكمرار ايران في تمكين نفسها أكثر في الداخل اللبناني، وفي نفس الوقت لا ترغب في الانجرار الى عملية عسكرية محدودة، خوفا من ردة فعل لحزب الله تجر المنطقة لحرب شاملة، وهنا، كما تفيد التقارير يأتي الدور الروسي للضغط على ايران، وهذا فحوى زيارة نتنياهو الاخيرة لموسكو، للضغط على طهران لسحب مستشاريها من لبنان والتوقف عن تدعيم حزب الله، فالمعلومات التي تصل اسرائيل عن تشاط ايراني في الجنوب اللبناني، ترصده الأجهزة الأمنية الاسرائيلية.
وجاء في التقارير أن محللين عسكريين اسرائيليين ينصحون عدم انجرار اسرائيل، لمغامرة غير محسوبة، قد تورطها في حرب ستكون مدمرة، فحزب الله الذي خاضت اسرائيل معه الحرب في العام 2006 يمتلك قوة قادرة على الحاق الكثير من الضرر في العمق الاسرائيلي، ويجمع هؤلاء على أن جميع التصريحات التي تناولت الأوضاع على الجبهة الشمالية، من جانب وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، ورئيس هيئة الاركان جادي ايزتكوت بشأن تهديدات حزب الله جميعها تأتي بما يمكن وصفه بـ (دعوة) الحكيم بأن يمسك بالأوضاع قبل انفجارها، وضرورة نزع الفتيل.
تقول التقارير أن زيارة نتنياهو الى موسكو استمع خلالها الرئيس الروسي، بعناية وأكثر من ذلك لما طرحه رئيس الوزراء الاسرائيلي، ويؤكد ذلك، انه بعد عودة نتنياهو من موسكو قام وفد عسكري روسي بزيارة لتل أبيب في اطار الرغبة بالاطلاع أكثر على مخاوف اسرائيل وتحقيق تهدئة في المنطقة، فالرئيس السوري غير معني باشعال الجبهة الشمالية بين لبنان واسرائيل، وهو يرغب في فتح اعادة الاعمار في سوريا وهو يدرك بأن أي توتر عسكري في لبنان سينعكس سلبا على الأوضاع في سوريا، لكن، على أي حال ما يدور في المنطقة اليوم، وما يقال عن ايران، اشارة الى وحود حالة من الصراع الخفي بين القوى العظمى الاقليمية، هذه القوى ترى أن المنطقة تعيش في مرحلة من اعادة التشكل وأن عليها، المبادرة وبشكل فوري الى محاولة المشاركة في ما يتم تشكل بين الدول الكبار ومنها روسيا وأمريكا.