اكد الباحث في الشؤون الدولية عمرو الديب ان زيارة بوتين جاءت لتعزيز التعاون الروسي-المصري في مكافحة المجموعات الارهابية في شب جزيرة سيناء متوقعا ان روسيا تدخل محل امريكا في عملية السلام بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني.
وقال الديب في حديث لوكالة مهر للأنباء ان زيارة الرئيس فلاديمير بوتين لمصر اليوم تعتبر الأهم في تاريخ علاقات البلدين. حيث تأتي هذه الزيارة بعد فترة ركود كبيرة في العلاقات بعد حادثة الطائرة الروسية في 31 أكتوبر 2015 و أهمية هذه الزيارة تأتي بسبب الإهتمام الروسي بالحرب على الإرهاب في مصر خصوصا بعد حادث مسجد الروضة.
واضاف ان زيارة وزير الدفاع الروسي لمصر وتوقيعه إتفاقية من خلالها يمكن للطائرات الحربية الروسية بإستخدام القواعد العسكرية المصرية مهدت بشكل كبير لزيارة بوتين المفاجئة و السريعة لمصر يوم 11 ديسمبر متوقعاً أن تكون هناك مشاركة من جانب روسيا الإتحادية لمصر في حربها على الإرهاب فى الفترة المقبلة، و هذه المشاركة المُحتملة تأتي بعد إعلان الجيش الروسي إنتهاء عملياته العسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا.
وبصدد زيارة بوتين لمصر ولتركيا في نفس اليوم اوضح انه من الممكن أن تتم خلال هذه الزيارة مناقشة العمل المشترك للتخلص من خطر داعش في شبه جزيرة سيناء، "فلا ننسى إعلان رجب طيب أردوغان بأن عناصر من داعش هربت لشبه جزيرة سيناء". معتبراً ان مسألة إعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس تأتي على قائمة أولويات الزيارة لمصر ولآنقرة في نفس اليوم.
أما عن محور بناء المحطة النووية بالضيعة فرأى أن الجانب الروسي جاهز منذ فترة لبدء البناء ولكن هناك بعض الأمور الإجرائية في مصر هي التي تعطل عملية البناء، معرباً عن أمله أن يتوصل الرئيسان لصيغة تفاهم تعجل من مسألة البناء.
وفيما يخص بعض المشاريع الصناعية المزمع عقدها في محور قناة السويس،لفت الديب الى أن العديد من المصانع الروسية والشركات أيضا يريدون العمل في الإقتصاد المصري، والمهم هنا بالنسبة لهم هو التواجد وليس تحقيق أرباح إقتصادية، فوجود مشاريع للشركات والمصانع الروسية في مصر أمر مهم جدا للمشاريع الجيوإقتصادية الروسية في منطقة الشرق الأوسط.
وتابع ان هناك ملف مصيري للإقتصاد المصري سيتناقش الرئيسان فيه- ملف عودة السياحة الروسية لمصر، وهذا الملف ليس بيد الرئيس الروسي وحده، فهو ليس ملفا سياسيا، وإنما ملف أمنى ويوجد بيد رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي وغيرها من الأجهزة، ولكن بعد توقيع إتفاق إستخدام القواعد الجوية المصرية من جانب القوات الجوية الروسية سيسجل عودة حركة الطيران بين البلدين.
واكد ان بوتين يرى كما ترى جميع الدول العربية وعلى رأسها مصر في إعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بأنه خروج تاريخي للولايات المتحدة من عملية السلام الممتدة منذ نهاية السبعينيات وحتى الآن، مبيناً ان بوتين يمتلك العديد من الأوراق سواء مع السلطة الفلسطينية أو مع إسرائيل للدخول محل الدور الأمريكي في هذه العملية وهذا ما سنراه في الفترة المقبلة، خصوصا إذا ما اشتركت كل من روسيا ومصر في هذا المجال، و دليل ذلك النجاحات المصرية-الروسية في إتفاقيات وقف إطلاق النار فى سوريا.
وفي معرض رده على سؤال مراسلة وكالة مهر للأنباء عن مسألة إعلان خروج القوات الروسية من سوريا قال: هذا أمر إعلامي لا أكثر ولا أقل، فالوجود العسكري الروسي مستمر بشكل أو بآخر في سوريا سواء في قاعدة حميميم الجوية أو قاعدة طرطوس البحرية، ولكن بالفعل ستخرج أعداد من القوات الروسية لكن ليس بشكل كامل.
وفيما يخص الزيارة الثلاثية لبوتين لكل من سوريا ثم مصر و تركيا، اعتبر الديب انه امر يرجع لرغبة روسيا بالعمل الثلاثي المشترك لوضع تصور واحد للمستقبل السوري، ولا ننسى اعلان اردوغان الحداد على ارواح ضحايا مسجد الروضة في شمال سيناء، واحاديثه عن انتقال العناصر الإرهابية التابعة لداعش الى سيناء المصرية