فهذه الأنظمة تجاهلت عمدا القضية الفلسطينية وشطبتها عن جدول أولوياتها، وهذا منح واشنطن حافزا للحديث عن قرار المس بالقدس، التي هي جوهر الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فالتحرك العربي، واتصالات الانظمة، ومواقف الجامعة الناطقة باللغة العربية، لا يعني حرصا على القدس والقضية الفلسطينية، بقدر ما هو استجداء خشية السقوط والانهيار، فالجموع الهادرة في أول رد فعل لها على قرار ترامب في حال أقدم على تنفيذه، سيكون الزحف باتجاه بوابات القصور العالية التي تمارس منها القيادات العربية، خياناتها وتواطؤها، والذي بات عالمكشوف في السنوات الأخيرة، كما هو واضح في تحركات النظام الوهابي السعودي الذي طرح مقترحات لم تحلم بها اسرائيل يوماً.
أما الجامعة العربية المرتهنة خليجيا، فهي لم تعد تمثل الشعوب العربية، بعد استصدار قرارات شن الحروب الارهابية على ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وهي حروب تستهدف في النهاية تصفية القضية الفلسطينية وتضييع القدس وتهويد مقدساتها.. انه حراك الخوف الذي (يلف) أنظمة الردة والقيادات المتخاذلة المتواطئة، الخوف من السقوط، الهاجس الذي يلاحق كل الخوارج، المتآمرين على فلسطين وقضيتها، وزهرة المدائن ـ جوهر الصراع المستمر منذ أكثر من مائة عام.
رد الفعل الشعبي هو ما تخشاه الانظمة، لذلك، هي تتوسل لدى ترامب ومستشاريه بـ (تأجيل) القرارات العدائية المتعلقة بمدينة القدس، تحت شعار (الخوف من انهيار عملية السلام)!!