2024-11-29 08:44 م

ماذا يعني اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لاسرائيل؟!

2017-12-06
القدس/المنـار/ لم يلغ رؤساء امريكا المتعاقبين على الحكم قرار نقل السفارة الامريكية الى القدس، والاعتراف بالمدينة عاصمة لاسرائيل، قالقرار متخذ لكن، تنفيذه مؤجل وتسلم دونالد ترامب الحكم بعد وعود (قاطعة) بترجمة هذا القرار (المؤجل) وفي ظل اجواء عربية متردية، وأوضاع متردية في الساحة الفلسطينية تسبب بها الانقسام.

ان معظم الذين صوتوا للرئيس الامريكي ترامب يؤمنون (عقائديا) بأن القدس هي عاصمة لاسرائيل.. وبالتالي وجد ترامب نفسه أمام حتمية تنفيذ القرار بعد أن منحته دول في المنطقة حافز الايفاء بالوعود،  وفي مقدمتها المملكة الوهابية السعودية التي تدفع بالقيادة الفلسطينية لأن تكون احدى الجهات (المحفزة).. وهنا، تتمثل العقبة في طريق التنفيذ، بمعنى أن ترامب لا يبحث عن أجواء في الساحة العربية تساعده على ترجمة القرار المتخذ المؤجل منذ العام 1995.
وفي حال أن الرئيس الامريكي تباطأ في ذلك، فان السبب الاول هو ردة فعل العالمين العربي والاسلامي، وتداعيات  رد الفعل وما يترتب عليها من اضرار وتهديد للمصالح الامريكية المنتشرة في الوطن العربي، ومن هذه المصالح تربع أنظمة على الحكم في بعض دوله، هي بمثابة ادوات في خدمة واشنطن واسرائيل.
وواشنطن، لا شك، درست وتدرس هذه التداعيات، ونتائج الدراسة هي التي ستحدد فيما اذا يقدم ترامب على تنفيذ القرار المتخذ، أو الابقاء على (التأـجيل) لمناخ قادم، من خلاله يمكن تمرير قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، لكن، الواضح في واشنطن، أن دوائر أمريكية عديدة وحساسة، تحذر من الاقدام على هذه الخطوة، خاصة، وأن تطورات الأحداث في الفترة الأخيرة، لا تسمح بذلك، فالرهان الأمريكي الاسرائيلي السعودي على اشعال مناطق في الساحة العربية، ومن تحت دخانها يصار الى تمرير القرار الخطير، قد سقط، فانقلاب علي عبدالله صالح على جبهة المقاومة في اليمن، فشل، وقتل مدبره، وفي كردستان العراق لم يتجرع مسعود البرزاني السم كاملا وعاد عن استفتاء الانفصال.
وفي لبنان أسقط اللبنانيون ما خطط له محمد بن سلمان عبر استقالة سعد الحريري الذي أجبر على اعلانها من الرياض، وأيضا، ما تزال هناك آمال بنجاح حوارات المصالحة في الساحة الفلسطينية.. يعززها موقف القيادة الفلسطينية الرافضة للمخطط الاسرائيلي السعودي الأمريكي.
كل هذه عوامل تقطع الطريق على الرئيس الامريكي دونالد ترامب لتنفيذ قرار امريكا، الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية اليها.
اما اذا أقدم دونالد ترامب المحاط بمستشاريه من اليهود الامريكيين المتشددين الذين أوصلوه الى المكتب البيضاوي بالبيت الابيض، بضرب كل التحذيرات وهذه العوامل عرض الحائط.. على المس بمدينة القدس، فان ذلك هو (اعلان الحرب) وهذا يعني التحدي للشعوب العربية والاسلامية التي تملك من الاوراق والاسلحة ما يمكنها من اسقاط هذا المخطط الامريكي الاسرائيلي الشنيع، ويعيد للقضية الفلسطينية موقعها، في  أعلى درجات سلم الاهتمامات والأولويات.