هذه الجهات المتآمرة على شعب فلسطين ورعت الارهاب في المنطقة، ودعمت عصاباته متعددة الاسماء، فشلت في تدمير الدولة السورية والدولة العراقية، وغير قادرة على تطويع اليمن وضرب الدور المصري، فانجهت مباشرة الى استهداف القضية الفلسطينية، بعد سقوط مؤامرة (الربيع العربي).. المدخل لتصفية هذه القضية.
والواضح أن الجهات المذكورة، لم تعد تخفي أهدافها الخبيثة فهي تطرح المبادرات والتسويات لتلتقفها القيادة الفلسطينية، وتعلن قبولها، ومن تحت هذه المظلة تشهر الانظمة السائرة في الفلك الامريكي علاقاتها وتحالفاتها مع اسرائيل في تطبيع واسع وشامل.
ان مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية تحاك فصولها في الرياض وتل أبيب وواشنطن وأبو ظبي، والعواصم الاربع تكثف ضغوطها على القيادة الفلسطينية، للقبول بما ترسمه وتخطط له، فلا نجاح لمخطط التصفية الا عبر بوابة الساحة الفلسطينية، أي قبول الفلسطينين بها، ولذلك تتواصل الضغوط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهي ضغوط وصلت درجة التهديد بالحصار والاقصاء.
واستنادا الى مصادر خاصة، فان لقاء الرئيس عباس مع محمد بن سلمان ولي عهد النظام التكفيري السعودي، شهد جدالا عنوانه، رفض الاقتراحات التي طرحها بن سلمان، خاصة ما يتعلق منها بمدينة القدس، وهنا، ذكر الرئيس الفلسطيني أن القدس هي مفتاح السلام أو استمرار الصراع، مضيفا أن القيادة بانتظار مبادرة متكاملة لتتخذ الموقف المناسب، حيث هناك ثوابت، لا يمكن التنازل عنها، ومحذرا في الوقت نفسه من تطبيع دون ثمن مع اسرائيل، فرد ابن سلمان بأن شعب فلسطين وقيادته أمام مرحلة صعبة في حال رفض ما ستطرحه واشنطن نهاية العام.
وتقول المصادر أن الرئيس عباس خرج غاضبا، وأعلن أمام الوفد الذي رافقه في زيارته للسعودية، أن هناك ضغوطا عربية واسرائيلية وأمريكية، سوف تزداد حدة في الايام القادمة، وعلى الجميع العمل على تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات والتهديدات المقبلة، واصفا المرحلة الحالية بالخطيرة والمفصلية، وأدرك أعضاء الوفد خطورة ما تم في اللقاء.
وفور عودة الرئيس عباس الى رام الله، أجرى اتصالات مع ملك الاردن والرئيس المصري، فحواها التحذير مما يخطط له ضد القضية الفلسطينية، وسعي النظام الوهابي بتنسيق مع تل أبيب وواشنطن للاستفراد بالقيادة الفلسطينية، وفرض حصار على شعب فلسطين، فما هو مطروح لا يمكن القبول به، لذلك، كانت دعوته بالعمل على انجاج المصالحة في الساحة الفلسطينية، وبأن الفشل ممنوع.
المصادر ذاتها تؤكد أن سيناريو التآمر، وضع ونوقش بين صهر الرئيس الامريكي وكبير مستشاريه كوشنر وبين محمد بن سلمان في قصر الاخير بالرياض، على امتداد ثلاثة أيام بلياليها، واستعداد ابن سلمان على الاضطلاع بالدور الخياني، الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وفرض ترتيبات جديدة في المنطقة، وتتوقع المصادر مزيدا من الضغط على القيادة الفلسطينية، ومع أن هذه القيادة غير راغبة بالبوح بما تتعرض له، الا أن الايام القادمة سوف توضح ماذا يجري في الخفاء مما يضطر القيادة الى كشفه.
وعلمت (المنـار) أن النظام الوهابي السعودي، يجري الاتصالات مع قيادات فلسطينية مرتدة وخارجة على ارادة شعبها بالتنسيق والتعاون مع الامارات تهديدا للقيادة الفلسطينية، حيث تهدد الرياض وأبو ظبي باقصاء القيادة الحالية للشعب الفلسطيني، وهناك تسابق بين العاصمتين من جهة وبين الدوحة، لمن يقدم الخدمات في هذا الميدان لاسرائيل وواشنطن، كذلك، هناك اصابع تعبث للوقيعة بين عمان ورام الله، اضافة للحصار المالي، والتعرض للثابت الأول في الثوابت الفلسطينية، وهو مدينة القدس ثم حق العودة، وما التسريبات مول المدينة وحقوق اللاجئين الا أحد أوجه التهديدات التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية.
دوائر دبلوماسية عربية وأجنبية تؤكد أن الرئيس الفلسطيني يتعرض لتهديدات متصاعدة، فهو العائق الأول امام تمرير المؤامرة الامريكية السعودية الاسرائيلية، وهذه الجهات تدفع به لاتخاذ مواقف عدائية من ايران والمقاومة، والانضمام الى المحور المعادي الذي تقوم على تشكيله الرياض ضد محور المقاومة، ومطالبته بعدم انجاز المصالحة وأن لا تتحقق وحدة جناحي الوطن غزة والضفة في حين تواصل اسرائيل البناء الاستيطاني، حاصة داخل القدس وحولها، علاوة على التهديدات بقطع المساعدات بأشكالها عن الشعب الفلسطيني.
وفي ذات الوقت يسعى المحور الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي، لتحضير قيادات بديلة للقيادة الحالية، من المرتدين ووكلاء الأنظمة. وتخلص هذه الدوائر الى القول، بأن الرئيس محمود عباس يتعرض لضغوط هائلة تصل حد التهديد، وان لم يكشف عن ذلك بعد، فهو يواصل العمل شخصيا لدرء هذه الاخطار عبر الاتصالات الهادئة والتحذيرات الموثقة من أخطار سوف تدعم المنطقة بأكملها.