وبعد مرور أكثر من اسبوعين على هذه الزيارة التي رافقتها أجواء أثارت العديد من التساؤلات خرج أحمد المجدلاني ليقول أن السعودية عرضت على الرئيس ما أسماه بـ (رؤية ترامب) وأتبع ذلك، بأن القيادة الفلسطينية (وعبر عنها بكلمة: نحن) ترفض التدخلات الايرانية والقطرية، ولم يوضح في أي مجال جاءت هذه التدخلات، وبشأن أية قضية أو موقف!!
وبالنسبة لرؤية ترامب كما وصفها مجدلاني، ما تزال وسائل الاعلام تعرض ملامح لها، وبعضها نشر بنودها، وكيف أن واشنطن أوكلت النظام الوهابي السعودي بتمريرها، وهناك خلط في كل ما ينشر أو يقال حول الرؤية المذكورة، وما دام الأمر كذلك، وكما صرح المجدلاني بأن الرئيس اطلع على هذه الرؤية من محمد بن سلمان فلماذا لا تنشر تفاصيلها ، فتتوقف التسريبان ويتبدد اللغط، وهل المطلوب السرية والكتمان بشأن ما تواجه واشنطن، ولماذا كل هذه (الحيطة والحذر) خاصة وأن كثيرين ودوائر عديدة في الاقليم والساحة الدولية قاموا بتشريح (الرؤية الترامبية) ووصلوا الى نتيجة مفادها أن هذه الرؤية تؤدي الى تصفية القضية الفلسطينية.
فهل الغموض مدخل للرفض أم للقبول؟! وماذا تنتظر القيادة الفلسطينية التي لا تريد الرد على التسريبات ببيان واضح يضع حدا للتكهنات.
نعلم أن محمد بن سلمان التقى قبل فترة كوشنير مستشار الرئيس الامريكي ومبعوثه للمفاوضات في المنطقة ونائب رئيس مجلس الامن القومي في محادثات لعدة أيام كانت تستمر حتى الفجر، وخلال اللقاء طلب الوفد الامريكي من ولي العهد السعودي تسويق تفاهمات ترامب، وعرضها على الرئيس الامريكي عباس وحمله على القبول بها كما وردت دون تغيير أو تعديل وتبديل، حيث نجاح تمريرها في الساحة الفلسطينية سيؤدي الى فتح ابواب التطبيع مع اسرائيل، وبشكل خاص اشهار الزواج العرفي السري بين تل أبيب والرياض.
أما عن التدخلات الايرانية والقطرية التي رفضها المحدلاني، فلم تكن واضحة، وفي أي أمر هذا التدخل، وما نعلمه وندركه أن طهران لا تتدخل في شؤون أي بلد، وتحديدا الساحة الفلسطينية وهي دائما داعما للموقف الفلسطيني في القرار الذي تتخذه القيادة الفلسطينية، فلماذا هذه التصريحات الاستعدائية من جانب المجدلاني، لكن، بالنسبة لمشيخة قطر فهي تتدخل في الساحة الفلسطينية وفي غزة تحديدا، ومنذ سنوات طويلة فلماذا لا يشر اليها المجدلاني وهي تدخلات لم تتوقف حتى الان مع العلم هنا، أن رؤية ترامب التي تحدث عنها أحمد المجدلاني، لا تتعلق بالصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وانما هي مجرد تفاهمات تحكم العلاقات بين العرب واسرائيل، واذا كانت عكس ذلك، فليعلن مجدلاني تفاصيلها، أو عناوين بنودها!!