مصر صاحبة الدور الريادي الطليعي في الدفاع عن قضايا الأمة، مستهدفة من جهات في الاقليم والساحة الدولية، وكلما زادت مواقف مصر صلابة.. واتجهت بقوة لمساندة شعوب الامة، كلما تصاعدت حدة الاعمال الارهابية ضد أبناء مصر عسكريين ومدنيين، فأسباب استهداف مصر واضحة تماما، وفي مقدمتها، أن القاهرة استعادت دورها، وعادت لتحتضن ملفات المنطقة، وبشكل خاص الملف الفلسطيني، بعد أن تنقل في عواصم الارتداء، ومصر لا تخفي دعمها لشعوب سوريا والعراق وليبيا، وترفض تقسيم دولها، وهي رفضت المشاركة في العدوان البربري الذي تقوده السعودية على الشعب اليمني، وهذا الموقف أحبط مخططات خبيثة عديدة، استهدفت دولا عربية.. وسقطت كل محاولات المس بالدور المصري.
واحتضان مصر لملف المصالحة الفلسطينية، حطم آمتال تلك الجهات التي راحت تتحرك لتصفية قضية فلسطين، وبالتالي، اتجهت لتصعيد الارهاب ضد الساحة المصرية، واستهداف جامع الروضة بالعريش بداية التحول الجديد للعصابات الارهابية مدخلا لضرب الاستقرار وعرقلة البناء والتطور الاقتصادي.
وراء هذه العملية الاجرامية، أسباب عديدة أهمها:
أولا: فشل العصابات الارهابية في سوريا والعراق.
ثانيا: انخراط مصر الجدي في انجاز المصالحة في الساحة الفلسطينية.
ثالثا: انطلاق مصر في عملية بناء وتطوير واسعة ونجاحها في حماية ساحتها من العبث والفوضى.
رابعا: الموقف القومي الشجاع الذي تقفه القاهرة الى جانب شعوب الأمة ورفضها لكل المؤامرات التي تستهدف تدمير الساحات العربية.
خامسا: صلابة مصر جيشا وشعبا في مكافحة الارهاب واستهداف عناصره وقواعده وخطوط تنقله، والخسائر الفادحة التي تلحق بالمجموعات الارهابية على أيدي الجيش والمؤسسة الأمنية.
سادسا: نجاح القاهرة في تحسين وتطوير العلاقة مع حركة حماس ودعوتها لها الى محاربة التطرف حتى لا يتحول قطاع غزة الى خزان ارهابي.
سابعا: الوقفة الأصيلة لمواطني مصر في سيناء الى جانب قوات الجيش وتصديهم للارهابيين.
هذه الاسباب، هي التي دفعت المجموعات الارهابية الى ارتكاب المذبحة البشعة في العريش، لاثبات الوجود بعد كسر الارهاب في أكثر من بلد عربي، وترهيب المدنيين للعودة عن مواقفهم الصلبة الى جانب الجيش.
لكن، الهدف الرئيس من وراء الاعمال الارهابية، هو كسر شوكة مصر وضرب دورها، دفعها للتخلي عن تصرة شعوب الأمة، ومصر قوية يعني أن لا نجاح لكل المؤامرات التي تستهدف قضايا الأمة.
ان توقيت المجزرة الارهابية، ليس بعيدا عن التحركات الجارية لتصفية القضية الفلسطينية، والخطوات الناجحة باتجاه انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة في الساحة الفلسطينية، لذلك، يتوجب على أطراف الصراع في هذه الساحة، الاسراع في انجاز المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية، وأيضا الحذر من المخطط الارهابي الذي يستهدف تحويل غزة الى خزان يرفد الارهابيين بالمرتزقة والسلاح، وذلك عبر ملاحقة التكفيرين، داخل القطاع وعلى حدوده، وغلق هذه الحدود جيدا، لصالح الاستقرار في ساحتي القطاع ومصر.
ولا يغيب عن أذهاننا هنا، أن المجموعات الارهابية التي تسعى لاقامة إمارة تكفيرية في سيناء، ما كان لها أن تواصل جرائمها لولا دعم جهات اقليمية ودولية، تسعى منذ زمن طويل لضرب الاستقرار في الساحة المصرية وشطب دور مصر الريادي في الاقليم، وفي مقدمة هذه الجهات مشيخة قطر وتركيا واسرائيل، دون تجاهل عمليات نقل فلول الارهابيين من سوريا والعراق الى داخل سيناء أو على حدودها، ودور الولايات المتحدة في ذلك، فالمؤامرة التي تستهدف شعب مصر خطيرة وكبيرة، مما يستدعي شعوب الامة الى الوقوف بقوة الى جانب مصر جيشا وشعبا، بخطوات عملية فعالة، فمصر قوية استقرارا وجيشا واقتصادا يخدم هذه الشعوب وقضاياها.