قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس إننا ماضون قدماً في مسيرة المصالحة الفلسطينية، وصولاً لسلطة واحدة، وقانون واحد، وسلاح شرعي واحد.
وأضاف في كلمة مسجلة بثت في مهرجان إحياء ذكرى الشهيد الراحل ياسر عرفات في ساحة السرايا بمدينة غزة، إن التنفيذ الدقيق للاتفاق والتمكين الكامل للحكومة سيقود حتماً إلى تخفيف المعاناة وبعث الأمل لمستقبل أفضل لنا جميعاً.
وأكد أنه لا يوجد من هو أحرص منا على شعبنا في قطاع غزة، وقال: “نحن شعب واحد، مصيرنا واحد ولا يقبل القسمة والتجزئة، وأقول إنه لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة”.
وتابع عباس “أقول لك يا أخي أبا عمار أمام الجماهير المحتشدة في الضفة وغزة اليوم بذكرى رحيلك، إن شعبنا الفلسطيني الذي لطالما أحبك قائداً عظيماً، ما زال يكن لك ذلك الحب والاحترام والوفاء، وهو صامد صابر ومرابط، باق على أرضه، وراسخ رسوخ جبلك الذي لا تهزه الرياح”.
وشدد على أن “نضالكم وتضحياتكم وعطاءكم لشعبكم وقضيتكم العادلة، عبر نصف قرن ويزيد، قد سجل أروع معاني العزة والكرامة والكبرياء، وإن فلسطين التي أحببت، وناضلت، واستشهدت من أجلها ستبقى نابضة بالوفاء والإخلاص للقادة الكبار الذين ضحوا بأنفسهم من أجلها، وإننا من بعدك، وفي ذكراك هذه، نعيد التأكيد بأن نمضي قدما نحو تحقيق حلمك، وحلم أبناء شعبنا الفلسطيني في الحرية والسيادة والاستقلال على ترابنا الوطني الفلسطيني الطاهر”.
وأشار إلى أن فلسطين التي حاولوا أن يخرجوها من دائرة التاريخ والجغرافيا، منذ العام 1917 عادت بتضحيات أبناء شعبنا من الشهداء والجرحى والأسرى لتقول بأنها باقية، فكانت تسمى فلسطين وستظل تسمى فلسطين، وإن الشعب الذي نكبوه وشردوه واقتلعوه من أرضه ودياره، ما زال يتمسك بحقوقه، فالهوية الوطنية الفلسطينية راسخة وثابته.
وقال عباس: “بعد أن حصلنا في العام 2012 على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة، ورفعنا العلم الفلسطيني على مقراتها، وأصبحنا أعضاء كاملي العضوية في العديد من الوكالات والمعاهدات الدولية، فإن جهودنا ومساعينا ستستمر لنيل العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال وزوال آثاره عن أرضنا، فإرادة الشعوب لا تقهر، وشعبنا التواق للحرية لن يتخلى عن تحقيق أهدافه الوطنية مهما كانت التضحيات”.
وأضاف إن ما يثير الاستغراب والاستهجان هو أن الحكومة البريطانية احتفلت قبل بضعة أيام بمرور مائة عام على وعد بلفور الظالم والمشؤوم، الذي تسبب في مأساة ونكبة أكثر من اثني عشر مليون فلسطيني وحرمانهم من حقوقهم السياسية والقانونية والإنسانية.
كما أكد أنه بالرغم من كل المعوقات التي يفرضها علينا الاحتلال الإسرائيلي، ونشاطاته الاستيطانية الاستعمارية القائمة على سياسة الأبرتهايد؛ فإننا متمسكون بثقافة السلام، ومحاربة الإرهاب في منطقتنا والعالم، ومصممون على البقاء على أرضنا، والتمسك بحقوقنا التي كفلتها الشرعية الدولية، ونواصل جهودنا لبناء مؤسسات دولتنا على أساس سيادة القانون، وتمكين المرأة والشباب، والنهوض باقتصادنا الوطني، والمضي قدماً في سعينا لترسيخ مكانة دولة فلسطين في النظام الدولي.
وأشار إلى أننا نعمل مع حكومة الرئيس ترامب، والقوى الدولية المعنية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام، على أن يكون وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وحل الدولتين، على أساس حدود 1967، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
وجدد سيادته الدعوة للدول التي تؤمن بحل الدولتين أن تعترف بالدولتين، وليس بدولة واحدة، وذلك لأن حل الدولتين أصبح في خطر داهم، وأجدد التأكيد بأننا لن نقبل باستمرار سياسة الأبرتهايد التي نعيشها في ظل الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا، وسنطالب بالحقوق المتساوية لسكان فلسطين التاريخية إذا لم يتم تطبيق حل الدولتين.