2024-11-30 06:39 م

وساطة بين سوريا وحماس، دمشق: الاعتذار أولا!!

2017-10-30
القدس/المنـار/ منذ بداية العدوان الارهابي على الشعب السوري، الذي قادته واشنطن بالتعاون مع أدواتها في المنطقة، اصطفت حركة حماس امتثالا لتعليمات جماعة الاخوان الى جانب اركان المؤامرة الارهابية على الدولة السورية، وانضمت وحدات من الحركة الى العصابات الاجرامية، في اعتداءاتها على أبناء سوريا وجيشها، وهذا كان واضحا في مخيم اليرموك قرب العاصمة دمشق، حيث مئات من عناصر حماس برئاسة كبير مرافقي رئيس المكتب السباسي السابق خالد مشعل ، الذين قاموا بحفر الانفاق خدمة لتلك العصابات.
ووقفت حماس الى جانب الانظمة العربية المرتدة التي احتضنت جماعة الاخوان في عدائها للدولة السورية، دون اعتبار لكونها حركة تحرر فلسطينية، واتبعدت عن ساحنها وأنصارها، منتظرة فوائد تخدم برامجها قد تترتب على تنفيذ المؤامرة الارهابية المسامة بالربيع العربي، غير أن هذه المؤامرة سقطت في دمشق، بانتظار اعلان النصر على الارهاب ورعاته قريبا.
متأخرة وبعد طول انتظار لا طائل تحته أدركت قيادة حماس خطيئتها المتمثلة في وقوفها الى جانب الحرب الارهابية على الدولة السورية، ومع تولي قيادة جديدة زمام الامور في الحركة، تغير الموقف من ملفات المنطقة، فاتجهت الحركة نحو المصالحة في الساحة الفلسطينية، واعادة ربط الخيوط مع ايران، وحزب الله، لتخرج من الخصار متعدد الاشكال الذي تعاني منه، ويهدد بقاءها.
لكن، التوجه نحو دمشق، بعد الخطيئة التي ارتكبتها حماس بحق الشعب السوري، أكبر من أن تفتح دمشق أبوابها لعودة العلاقات مع الحركة، وكان لا بد من جهود طرف ثالث، وعلى ما يبدو أن طهران وحزب الله، بعد زيارة قياديين من حماس مؤخرا الى ايران ستقودان هذه الجهود، دمشق من جانبها، لن تغفر للحركة ما ارتكبته بحق الدولة السورية، فعلى حماس قبل أي خطوة باتجاه عودة الخيوط مع دمشق أن تقدم الاعتذار، وأن تلتزم بفعل ما يطلب منها سوريا، وفي مقدمة هذه الخطوات أن يلقي أكثر من مائة وخمسين عنصرا من حماس سلاحهم، وهم يقيمون في مخيم اليرموك الى جانب المجموعات الارهابية، مع الامتثال لمطالب الجيش السوري، خاصة وأن جماعة الاخوان ما تزال مشاركة في المؤامرة الارهابية ضد سوريا.
ان المصالحة بين دمشق وحماس، لن يكتب لها النجاح أيا كانت الجهود المبذولة، والجهات التي تقوم بها قبل الاعتذار وبشكل علني، وأن يترجم بخطوات عملية على الارض.