2024-11-30 02:58 ص

الجيش العراقي على حدود القائم وقيادات داعش فرّوا إلى أفريقيا

2017-10-28
سريعاً وصلت القوات المشتركة الى حدود قضاء القائم، غرب الانبار، بعد يوم واحد من انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة المدينة من قبضة "داعش".
وتقف القوات، التي قوامها يتجاوز الـ20 الف مقاتل، على بعد اقل من 30 كم عن البلدة الحدودية التي سيطر عليها التنظيم قبل 3 سنوات.
 وتسير القطعات العسكرية المدعومة بغطاء جوي كثيف من طيران التحالف والعراقي في محورين رئيسيين، أحدهما يمر بالقرى، والآخر يجتاز مناطق صحراوية شاسعة.
ولم تخض القوات حتى الآن معركة حقيقية، إذ يصعب على داعش مواجهة القوات في مناطق مفتوحة، فيما يتوقع أن يشهد محيط القائم قتالاً عنيفاً.
وأعلن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، يوم الخميس، من إيران عن انطلاق عملية تحرير قضاء القائم.
وقال العبادي، الذي وصل طهران مساء الأربعاء، إن "جحافل البطولة والفداء تزحف للقضاء على آخر معقل للإرهاب في العراق لتحرير القائم وراوة والقرى والقصبات في غرب الانبار". وأضاف "نكرر ما قلناه سابقا بأن معاركنا أصبحت أعراسا للانتصار وهزيمة منكرة لداعش"، مشيراً إلى انه "ليس أمام الدواعش غير الموت أو الاستسلام".
وكانت مصادر ميدانية إن "العملية العسكرية ستبدأ خلال 24 ساعة المقبلة"، مؤكدة "مشاركة الحشد الشعبي والعشائري الى جانب القوات الاخرى".
وعشية انطلاق العملية، وجّه الطيران العراقي ضربات مكثفة للمسلحين في القائم، فيما كانت طائرات التحالف تجوب المنطقة قبل يومين من الحملة العسكرية.

محاور القتال
من جهته يؤكد مصدر عسكري في غرب الانبار أن "القوات باتت على بعد 25 كم عن القائم من محور غرب عانة وأقل من 30 كم من محور الجنوب".
وقبل ذلك، أكد اللواء الركن قاسم المحمدي، قائد عمليات الجزيرة في الجيش، أن "عملية تحرير مدينة القائم انطلقت من أربعة محاور".
وتشرف قيادة عمليات الجزيرة مع الحشد العشائري على المحور الاول (شرق القائم) الذي ينقسم الى شمالي وشرقي.
ويتوقع المصدر العسكري، الذي تحدث لـصحيفة (المدى) العراقية شريطة عدم الكشف عن اسمه، ان "يكون اجتياح القائم عبر المحور الشرقي، فيما سيقوم المحور الآخر بمحاصرة القضاء من الجنوب"، مبيناً أن "الفرقة 7/جيش، مع مقاتلي القبائل سيقومون بهذا الدور".
ويشارك في العملية نحو 3500 ألف مقاتل من عشائر غرب الانبار (الكرابلة، الجغايفة، العبيدي، البو محل).
ويتشكل المحور الثاني، الذي انطلق من عكاشات، جنوب القائم، من عمليات الانبار مع الحشد الشعبي. ويقاتل هذا المحور، الذي ينقسم إلى جزئين ايضا، في أراض صحراوية تمتد الى الحدود السورية.
وبعد ساعات من انطلاق العمليات، أعلنت قيادة العمليات المشتركة السيطرة على قرى عدة ومواقع ستراتيجية جنوب شرق القائم.
وقالت خلية الإعلام الحربي، في بيان لها الخميس، إن "قيادة عمليات الجزيرة حررت مفرق راوة وسيطرت على منطقة الحصى ومجمعات الحصى السكنية ومنطقة الجباب".
وأضافت الخلية، إن القوات الامنية "فرضت السيطرة الكاملة على منشآت T1 الحيوية والمجمعات السكنية للمنشآت"، مؤكدة ان "القوات مازالت مستمرة بالتقدم".
عمليّات متزامنة
في غضون ذلك قال قطري العبيدي، القيادي في حشد غرب الانبار، إن "طائرات التحالف قتلت نحو 30 مسلحاً في عملية التقدم نحو القائم".
وأوضح العبيدي، المتواجد في محور شرق القائم في اتصال مع (المدى) امس، ان "اغلب المسلحين انسحبوا الى القائم، حيث نتوقع أن نواجه بعض المقاومة في محيط المدينة"، مشيرا الى أن "الطائرات قتلت 7 مسلحين في صباح الخميس، و22 آخرين بعد الظهر في منطقة الرمانة".
وقال التحالف الدولي، الذي رحب ببدء العملية في بيان له امس، إنه شن 15 غارة جوية على أهداف للمسلحين في منطقتي القائم والبوكمال ومحيطيهما في العراق وسوريا.
وتبلغ مساحة المنطقة، التي يسيطر عليها داعش في غرب الانبار، بنحو 10 آلاف كم مربع، تنتهي بالحدود مع سوريا.
وبالتزامن مع عمليات العراق، يواجه داعش في سوريا هجومين منفصلين على المناطق حدودية، أحدهما للحكومة السورية وحلفائها والآخر تشنه قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.
ويوم الخميس الماضي، قال تقرير لوحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله اللبناني، إن الجيش السوري وحلفاءه انتزعوا "المحطة الثانية" لضخ النفط من قبضة التنظيم.
وذكر الحزب اللبناني ان المحطة الثانية في ريف دير الزور الجنوبي تعدّ "منطلقا للجيش وحلفائه للتقدم باتجاه مدينة البوكمال... التي تعتبر آخر معاقل تنظيم داعش المتبقية في سوريا".
وعلى بعد نحو 70 كيلومترا من المحطة الثانية تقع مدينة البوكمال في محافظة دير الزور على الحدود السورية التي تبعد نحو 4 كلومترات فقط عن القائم.

استسلام مبكّر
وتقدر أطراف عراقية ودولية عدد المسلحين في محيط القائم بين 1500 الى 2000 مقاتل أغلبهم من السكان المحليين.
ويقول عيد الكربولي، ممثل غرب الانبار في مجلس المحافظة، لـ(المدى) انه "منذ أشهر هرب قادة داعش الى أفريقيا، ومن بقي هم من المقاتلين المحليين".
بالمقابل يقول المصدر العسكري في غرب الانبار إن لدى القبائل اتصالات مع مصادر داخل القائم، أكدت انهيار معنويات المسلحين هناك.
وأضاف المصدر "هذه المصادر استطاعت تحييد عدد من المسلحين في القائم، بعدما نقلنا لهم تطمينات من القيادة العراقية بأنهم سيواجهون محاكمة عادلة في حال تخلوا عن السلاح". وأكد المصدر العسكري استجابة الكثير من عناصر داعش في المدينة.
بدروه قال رئيس اللجنة الامنية في مجلس الانبار نعيم الكعود إن "الخطة العسكرية تسير على وفق المخطط لها ولاتوجد أي عقبات".
ويؤكد الكعود، زعيم قبيلة البو نمر في غرب الانبار، في اتصال هاتفي مع صحيفة (المدى) العراقية، أن "أغلب المعارك في الانبار كانت تتغير الى الخطة البديلة (ب) واحيانا (ج)، لكن هذا لم يحدث في حملة استعادة القائم".
ويعزو المسؤول المحلي ذلك الى تراجع أغلب المسلحين، وعدم قدرتهم على مواجهة القوات في المناطق المفتوحة، بالاضافة الى زيادة خبرة القوات العراقية. ويكشف عن قيام القوات بخطة جديدة في عملية غرب الانبار تتضمن "تحرير وتطهير المناطق في وقت واحد".
وقد يتسبب هذا الإجراء بتأخر عملية التحرير الى وقت أطول، خاصة أن بعض المناطق صحراوية ومترامية الاطراف.
ويقول المسؤول الامني في المحافظة ان "تطهير الوديان يحتاج الى أشهر، لكن على الاقل سيقوم بتنظيف الطرق الرئيسية".
ويحذر الزعيم القبلي من ترك المناطق الصحراوية من دون تطهير، خوفاً من عودة المسلحين مرة اخرى، خاصة أن هناك معلومات عن امتلاك التنظيم معسكرات ضخمة في الوديان.