القدس/المنـار/ عملية مسلحة نوعية جديدة ينفذها شاب فلسطين من بلدة بيت سوريك، هذه العملية اربكت أجهزة الأمن الاسرائيلية، وأثبتت فشل تقديراتها الاستخبارية، من حيث المكان والتوقيت والشهيد منفذ العملية المسلحة التي أوقعت ثلاثة جنود قتلى وآخر بجراح خطيرة، رغم الحراسة المشددة، والتواجد العسكري الدائم في منطقة الحدث.
انه تطور نوعي، وان كان الفارق بين هذه العملية وسابقتها، من حيث استخدام السلاح، وخسائر الطرف الاخر، مما يؤكد أن الهيبة التي اندلعت من القدس لم تندثر أو تتلاشى، فهي جماهيرية، بمعنى أن لا علاقة بالفصائل بها التي تتحكم فيها الخطوط الحمراء والمتغيرات من حين الى آخر.
عملية مسلحة نوعية سببها استمرار سياسة القمع الاسرائيلية التي طالت الارض والانسان، وحالة الحصار التي تعيشها الاراضي المحتلة، وجاءت ردا على ادعاءات اسرائيل بأن الأمن والهدوء هو السمة الغالبة على الوضع، فجاءت العملية التي نفذها "نمر الجمل" ابن بيت سوريك، لنسف حسابات أجهزة الامن في اسرائيل، وبأن التطور في تنفيذ العمليات ضد الاحتلال، لم يتوقف وإن تأخر ظهوره وترجمته.
هذه العمليات والهبات التي تنسف تقارير اسرائيل الاستخبارية لن تتوقف، ما دام الاحتلال يمارس أعمال القمع والتنكيل وزرع المستوطنات، بمعنى آخر، لا هدوء ولا أمان اذا واصلت اسرائيل احتلالها، ولم تجنح الى عملية سلام حقيقية تعود من خلالها حقوق الفلسطينيين، العملية المسلحة في مستوطنة "هار ادار" تأتي أيضا ردا على التحركات السياسية غير الجادة التي تقودها واشنطن دعما لاسرائيل وترسيخا لاحتلالها المستمر منذ عقود طويلة من الزمن.
انه شكل جديد من أشكال المقاومة، يرفض الانتظار والدوران في الحلقات المفرغة، وردا على أصحاب "النوايا الطيبة" الذين يأملون خيرا من الراعي الامريكي، ورسالة الى الساعين للتطبيع مع الاحتلال، قافزين من على عدالة القضية الفلسطينية وحقوق شعبها.
العملية المسلحة شمال غرب القدس، تأكيد على أن الباب ما زال مفتوحا أمام المزيد من العمليات النوعية، التي تتطور يوما بعد يوم، وبالتالي، لا صحة لتقديرات أجهزة الأمن الاسرائيلية التي تتعرض من حين الى آخر الى الهزيمة، على ايدي هذا الشكل من المقاومة، غير الخاضع لحسابات الفصائل على اختلافها، التي لم تنخرط بعد لحسابات ضيقة في هبة القدس.