بدأ القادة الإسرائيليون مع هدوء الحرب السورية زيادة التركيز على حزب الله، وكذلك موقف إيران في منطقة الشرق الأوسط، حيث يحرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على إيران في المحافل العالمية، وكان آخرها في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.
وترى إسرائيل منذ فترة طويلة أن إيران تعد أكبر تهديد لها، ودائما ما تستشهد بالبرنامج النووي الإيراني، وتطوير طهران لصواريخ بعيدة المدى، كما أن المكاسب التي حققها الجيش السوري بمساعدة حلفائه مثل إيران، تزيد كثيرا من المخاوف الإسرائيلية.
تخشى إسرائيل من إنشاء ممر يربط بين إيران ولبنان، خاصة حزب الله الذي حارب إسرائيل ووضعها في مأزق عام 2006، إذ الحرب التي استمرت شهرا، ومنذ ذلك الحين، تعزز حركة المقاومة ترسانة أسلحتها، وبعد سنوات من القتال في سوريا أصبحت أكثر خبرة من أي وقت مضى.
حذر نتنياهو في خطابه الذي ألقاه في الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء الماضي، من أن إيران تنشر “ستارة من الطغيان والإرهاب” في المنطقة، وقال إن إسرائيل ستدافع عن نفسها، وأضاف: إيران تتعهد بتدمير بلدي كل يوم، وأنها تقوم بحملة تستهدف العالم برمته عبر تطويرها للأسلحة، مؤكدا أن إسرائيل ستدافع عن نفسها من خلال أسلحتها وستمنع إيران من إنشاء قواعد عسكرية في سوريا وجبهات إرهابية على امتداد حدودها”، وفق قوله.
وادعى نتنياهو أن إسرائيل تعي أنها ليست وحدها في مجابهة النظام الإيراني، بل تقف كتفا إلى كتف مع أولئك في العالم العربي الذين يشاطرون أملها في مستقبل أفضل.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل اختتمت الأسبوع الماضي أكبر تدريباتها العسكرية خلال عقدين من الزمن، وحشدت حوالي 30 ألف جندي لتدريبهم على الحرب القادمة ضد حزب الله، وفي مقابلة خاصة مع وكالة أسوشيتد برس، قال قائد التمرين، اللواء تامير حيمان: إذا نمت قدرات حزب الله بشكل خطئ، فإننا ننمو بشكل كبير وذكي وذو أهداف، ولدينا القدرة على الهجوم.
بعد ست سنوات من القتال الذي أودى بحياة 400 ألف شخص على الأقل، يبدو أن الجيش السوري اكتسب أخيرا اليد العليا، عندما استعاد على الأراضي من تنظيم داعش ومقاتلي المعارضة، لكن ترفض إسرائيل الانتصارات السورية، وتخشى من سيطرة الجيش السوري، حيث قال شاغاي تزورييل، المدير العام لوزارة الاستخبارات الإسرائيلية، إن الاتجاه واضح تماما الآن، مع استعادة الجيش السوري تدريجيا السيطرة على مساحات واسعة من البلاد.
ونظرا للتدخل الروسي في سوريا، ومساعدة الروس للجيش السوري من خلال الغطاء الجوي، اتجه نتنياهو في الشهر الماضي إلى روسيا؛ لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لكن يبدو أنه عاد إلى بلاده دون نتائج، حيث ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأسبوع الماضي، أن روسيا رفضت طلبا إسرائيليا بإبقاء القوات السورية وحلفائها على بعد 60 كيلومترا على الأقل من الحدود، ولم يعلق أي من الطرفين على التقرير.
نفذت إسرائيل العديد من الضربات الجوية على سوريا بحجة أنها استهدفت مخازن للأسلحة والصواريخ الموجهة إلى حزب الله، واتهمت سوريا إسرائيل بشن ضربات جوية على منشآت عسكرية سورية، وقال قاسم قصير وهو خبير لبناني في حزب الله: حزب الله يملك حاليا قوة مماثلة لتلك التي يتمتع بها الجيش التقليدي دون أن يخسر تجربته في الحرب السورية، وأضاف: حزب الله اليوم أقوى من ذي قبل وهذا ما يجعل إسرائيل تقوم بهذه المناورات لإظهار قوتها.