استضاف التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة الاعلامي السوري الأستاذ علي قاسم رئيس تحرير “صحيفة الثورة” السورية، في لقاء حول التطورات الميدانية والأمنية والسياسية الأخيرة في سورية، وذلك بحضور شخصيات سياسية وثقافية عربية وإسلامية.
بداية، استهل الأمين العام للتجمع الدكتور يحيى غدار اللقاء، مرحباً، متوقفا عند ذكرى 13 أيلول 1993 اتفاق أوسلو المشؤوم الذي تشهد الأمة تبعاته الكارثية حتى اليوم.
ومن ثم تطرق الى الواقع الجديد للأزمة السورية والذي تحول من مشهد المدافع عن سورية ومحاولة شرح وتفصيل الوقائع العدوانية التي شهدها قلب الممانعة والمقاومة، حيث كان لا بد للمحور الامبريالي الأمريكي الصهيوني من محاولة القضاء على تلك الجهوزية العالية التي يتمتع بها الجيش العربي السوري والروحية القتالية العالية ناهيك عن العقيدة التي يعتنقها أبناء الشعب السوري العريق..
ورأى د. غدار أن ذلك المشروع باء بالفشل، ونحن نشهد اليوم إرهاصات النصر المؤزر الذي تحقق في سورية بقوة جيشها ودعم حلفائها وايمان شعبها بقياداته وبصوابية خياراته الاستراتيجية التي مهما طال الزمن لن تتغير عن تحرير كل الأرض المغتصبة والعمل على افشال كل المخططات الامبريالية الرجعية الصهيو_تكفيرية وتحقيق آمال وأحلام الشعب العربي بالحرية والديمقراطية والعدالة حيث أن تداعيات النصر في سوريا ساهمت في انتصارات المقاومة في لبنان وانتصارات الشعب العراقي بحشده الشعبي بالإضافة الى قدرة الصمود لدى أبناء شعبنا اليمني في وجه العدوان السعودي الأمريكي.
بدوره، عبر الأستاذ علي قاسم عن مدى جدية الموقف في سورية في الوقت الراهن، معتبرا أن سورية تمر الآن بساعات ما قبل انفلاج الفجر، والأمر يحتاج حقا للصبر والدقة والهدوء فيما يجري راهنا في سورية والمنطقة.
وأضاف: “لقد أصبحت التطورات الحالية في سوريا تطورات لحظية على جميع المستويات السياسية والميدانية والإعلامية، ومن الصعوبة بمكان الإحاطة بكل جوانب ما شهدته الجمهورية العربية السورية على مدى السنوات المنصرمة، وما يجري اليوم هو الحد الفاصل ما بين مشروع يتهاوى وآخر أثبت مدى قدرته واستمراره على الرغم من المخاطر التي لا تزال تواجهه والجهود التي يتوجب عليه بذلها”.
وفي توصيفه للواقع الميداني على الساحة السورية، رأى الأستاذ قاسم أن الأمور تجري بوتيرة متسارعة للغاية، الامر الذي يصعب المهمة على الاعلام من متابعة كل التفاصيل الدقيقة، وحتى على المستوى العسكري وبنتيجة هذه التطورات المطردة يصعب تفسير الكثير من الأمور التي تحدث في عدة جبهات، ولكن بالواقع فان الإرادة هي العامل الأهم في تحرير حلب، كما هو الحال اليوم في دير الزور، وفي واقع الامر فان هذا التقدم والإمكانات أثبتها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في الميدان.
كما أن المواقع التي يتواجد فيها الارهابيون اليوم لا تقل أهمية وخطورة عن أي من المواقع التي شهدت معارك أساسية وهي بحاجة الى مزيد من الإرادة والصبر والتضحية، وبالفعل فان نقطة التحول في الحرب السورية كانت معركة القصير، والتي شكلت خط الفصل الأول وتلتها معركة حمص وهلم جراً، مؤكدا أن في ادلب وحدها أكثر من 200 مجموعة إرهابية والتي تتفرع بالأساس عن جبهة النصرة ومشتقاتها.
وأكد الأستاذ قاسم أن الحرب السورية أثبتت أن العنصر البشري هو العامل الأهم، واعادت الى الأذهان أهمية هذا العامل والتي تراجعت بعد التطور العسكري الملحوظ الذي شهده العالم. ففي يوم واحد سجل اندلاع اشتباكات ومعارك في (ثلاثمائة وسبعة عشر) جبهة في وقت واحد!
حتى فيما يتعلق بمؤتمرات جنيف وتوابعها، فهي تجري في الوقت بدل الضائع، في محاولة بائسة للحصول على أي مكاسب على أي صعيد، وفي مؤتمر أستانا، لم يتم الحديث في تفاصيل مصطلح مناطق خفض التوتر وظل معظمها مبهما، ولكنها حالة مؤقتة بهدف إعادة تموضع سياسي بحيث يتيح إمكانية العمل الإنساني، وابعاد التنظيمات ذات الفكر الظلامي التكفيري.
وفي الشق الإعلامي، أكد أن الإمكانات المتواضعة لمنظومة الإعلام المقاوم قدمت عملا جبارا يحتذى به، وهناك متغير حقيقي سجلته الحرب السورية على الصعيد الإعلامي والتي كشفت النقاب عن المصداقية والمهنية والشفافية بشكل كامل.
وفي الختام، قال الأستاذ قاسم: ” لم تنته الأزمة بالمفهوم السوري، وهناك معارك مستمرة ومتواصلة، كما أن الحرب لن تنتهي ابدا ما زال هناك مشروع يقوم بكل ما يمكنه القيام به لضرب المحور المقاوم، كما أن زمن السياسة الناعمة ولّى الى حد كبير ولا بد من المصارحة في كثير من النقاط، كما أن هناك ترتيبات جديدة لمشهد عالمي يواجه الأحادية الامبريالية الامريكية الصهيوتكفيرية يفقد أمريكا ميزتها الأحادية، وحتى على الصعيد الاقتصادي فلا يجب ان تتم المقاربة بمعزل عن التحالفات الدولية والتي يشكل (البريكس) عصبها ”