نُشرت أمس الاثنين للمرة الاولى مشاهد من مخيم سري أقامته السلطات العراقية لزوجات وأطفال مسلحي تنظيم "داعش" بعد إلحاق الهزيمة بالقوات الأساسية للتنظيم في الموصل وتلعفر.وعرضت المشاهد قناة RT الروسية.
وكانت وكالة "رويترز" قد كشفت عن وجود هذا المخيم، الذي يمثل في حقيقة الأمر، معتقلا، إذ لا يسمح لنزلائه بالمغادرة. وحسب معلومات الوكالة، يحتجز فيه 1400 زوجة أجنبية وطفل لمن يشتبه بأنهم مقاتلون في "داعش".
وتتولى منظمات حقوقية دولية حاليا الإشراف على هذا المخيم، الذي يتم إخفاء إحداثياته لحماية سكانه من هجمات محتملة.
لكن النساء اللواتي تم الحديث معهن، عبر السور، عبرن عن خوفهن البالغ من الجميع – من جنود الجيش العراقي، ومن نشطاء المنظمات الدولية، على حد سواء.
وتقول النساء إنه بعد سقوط آخر معقل لـ"داعش" في تلعفر، لم يعد لهن مكان للفرار، ولذلك استسلمن مع أطفالهن للجيش العراقي.
وتؤكد معظم النساء أنهن لم يردن الالتحاق بـ"داعش" أبدا، بل اضطررن لمرافقة أزواجهن الذين كانوا عناصر في "داعش".
و لوحظ عددا كبيرا من النساء والأطفال الناطقين باللغة الروسية، ومنهم من جاء من جمهوريات القوقاز الروسية، أو من أوكرانيا. لكن معظم سكان المخيم – زوجات تركيات، كما توجد فيه أوروبيات وصينيات ومواطنات دول أخرى.
و روت بعض النساء قصصا مروّعة عن وصولهن مع أطفالهن إلى المخيم، إذ قالت إحداهن: "عندما وصلنا، فجرت إحدى النساء نفسها. وبدأ الجنود بإطلاق النار. ركضنا، واختبأت إحدى النساء تحت سيارة. وهي تعاني من مرض القلب، ورأيتها وهي تموت. هكذا حصل. وكانت ابنتها مريم تبكي. مريم تبلغ 3 سنوات من العمر".
و تواجه القوات العراقية مشكلة عائلات الدواعش واطفالهم الذين يعودون لعائلات من عشرات الدول، وبينهم أكثر من ألف طفل، فقد الكثير منهم أولياءهم، ولا يقدرون على استذكار أسمائهم ودولهم الأصلية، إما بسبب الصدمة أو بسبب العمر.
ويحاول النشطاء تحديد هويات نزلاء المخيم، لكن هذا العمل بطيء جدا وصعب للغاية.
المصدر: روسيا اليوم