2024-11-28 11:44 ص

معسكران اسرائيليان: السيادة على الضفة أو محاصرة "البعبع الديمغرافي"!!

2017-01-19
القدس/المنـار/ في الساحة الاسرائيلية جدل ونقاش بين تيارين، نقاش خرج الى اعلن، حيث تمتلىء الشوارع في اسرائيل بيافطات واعلانات توضح وتفسر موضوع الجدل الحاصل، والمتعلق بالوضع الفلسطيني، وكيف ينظر اليه الشارع الاسرائيلي وفي أي اتجاه، وما هي مضامينه، خاصة وأن هذا النقاش العلني هو بداية لتصارع، الفائز فيه، سيقود الاسرائيليين الى مرحلة جديدة مفصلية، لم تمر بها اسرائيل منذ اقامتها.
الآن، وفي ضوء التطورات في الاقليم، والتغير في المحافل الدولية، وفشل سياسات حلفاء تل أبيب من الأنظمة العربية، في تحقيق وانجاز أمنيات ومطالب اسرائيلية، اشتعل الجدال والنقاش، تحت عنوان، ماذا بصدد التعاطي مع الفلسطينيين، والنظر الى الصراع معهم، بعد كل هذه التحولات، وما قد ينتظر اسرائيل من موجات انتقاد عاصفة، ويهدد برامجها وطموحاتها وأطماعها، وجاءت بعض الاحداث الداخلية في اسرائيل المتعلقة بالمنافسة السياسية بين المعسكرات الحزبية لتعجل من اشتعال الجدال والنقاش، وزاد من حدة الاشتعال مسلسل الفضائح المستمر والازمات الداخلية للائتلاف الحاكم في اسرائيل.
في اسرائيل تياران، كل له نظرته اتجاه حل الصراع مع الفلسطينيين، وكلاهما ذاهبان الى انتخابات مبكرة خلال عشرة أشهر من الان، انتخابات هي في نفس الوقت استفتاء على برنامج هذا التيار والمعسكر أو ذاك، ولممرة الاولى سيكون التنافس على برنامج سياسي، وليس اقتصاديا اجتماعيا، رغم أهمية ذلك:
ــ التيار الأول، هو المعسكر الذي ينادي بفرض السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية، وهو المعسكر اليميني، المتجه نحو المزيد من التطرف، ويضم هذا التيار أحزايا يمينية تتصارع فيما بينها ومنذ سنوات على من يكون الاكثر تطرفا، والتيار المذكور سيبدأ في حال نجاحه بضم الكتل الاستيطانية كمعاليه أدوميم وغوش عتصيون والأغوار.
ــ التيار الثاني، وهو المعسكر الذي يمارس عمليا تخويف الاسرائيليين من "البعبع الديمغرافي" ويخشى في العشرين عاما القادمة التفوق الديمغرافي الفلسطيني، اذا لم تكن هناك حلولا سريعة، توقف هذا "البعبع"، وابعاده عن المس باسرائيل ويهوديتها، ومن بين أحزاب هذا التيار المعسكر الصهيوني بزعامة اسحق هرتسوغ، فهو يدعو الى حل يعزل الفلسطينيين، ويبقيهم بعيدا في اطار خاص بهم، ولكن، حسب ما يراه التيار المذكور، أي انتزاع ما يشاء من الاراضي، ويبقي ما لا يريده، مع احتساب العامل الأمني.
في الشارع الاسرائيلي، على "مفارق الطرق" وامتداد شوارعها يافطات لافتة وواضحة، بعضها يطالب بفرض السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية بالكامل، والبعض الاخر يحذر من ذلك، خشية التفوق الديمغرافي الفلسطيني.
ولكن، هناك، ما هو مشترك بين التيارين، وبالغ الخطورة، فكلاهما، يرسم خططه وبرامجه، ويسعى لترجمتها على أرض الواقع، دون التشاور أو التفاوض أو أخذ رأي الفلسطيني، بمعنى أوضح وأدق، كل منهما يريد فرض ما يراه مفيدا للاسرائيليين، ويحقق أطماعهم من جانب واحد، والأمور تتسارع وبالتالي، ما لم يتحرك الفلسطينيون بسياسة فاعلة مضادة لما يخطط له التياران الاسرائيليان، فان برتامجا منهما سيطيق، رغما عن الجانب الفلسطيني.
الانتخابات القادمة في اسرائيل، وكل الدلائل تشير الى امكانية تبكيرها، ستكون استفتاء على أحد البرنامجين، بمعنى أن الاسرائيليين سيلتزمون ويقبلون بالبرنامج الفائز!!!
في اسرائيل صراع على أي من التوجهين، لفرض أحدهما على الفلسطينيين دون استشارتهم، وبعيدا عن مشاركتهم، أي أن الجانب الاسرائيلي يناقش خل الصراع دون اهتمام لطرف الصراع الآخر.