عندما تقدم الجيش العراقي مدعوما من الحشد الشعبي والعشائر العراقية، لاطباق الحصار على عصابة داعش، سارعت الولايات المتحدة الى فتح مسارات آمنة لارهابيي العصابة للخروج من الموصل، ودفعهم لعبور الاراضي السورةي نحو مدينة الرقة، بالتعاون مع العصابة الحاكمة في كردستان العراق.
هذه الخطوة الأمريكية المكشوفة والمفوضحة تؤكد أن واشنطن هي التي صنعت عصابة داعش وغيرها، تحركها متى تشاء، والى أية جهة ترد، ممولة بالاسلحة والاموال والمرتزقة، فأين الوعي العربي، أين رد فعل الشعوب العربية، وهي ترى أبناء سوريا يقتلون بسلاح الغرب وعصاباته، لكسر ارادتهم وتقسيم وطنهم، بالتعاون مع النظام العثماني في أنقرة، وتمويل مالي ضخم من العصابات الحاكمة في الرياض والدوحة، ليس بعيدا عن اسرائيل وبرامجها، والخدمات التي تقدمها للارهابيين والدول الراعية لهم.
هذه هي عصابة داعش، تتلقى التعليمات من واشنطن، وأمريكا لا تريد لهذه العصابة أن تنهزم، حتى تواصل تحريكها في ساحات الأمة تخريبا وقتلا وتدمير واشغالا عن مواجهة الزحف الاسرائيلي نحو الوطن العربي بأقطاره المختلفة، بعد أن تكون قد نجحت في تصفية القضية الفلسطينية، بأيدي الأعراب في الخليج الذين يمولون حروب ومؤامرات اسرائيل وأمريكا.
فتح المسارات الآمنة لهروب عناصر داعش الارهابية، هو خلط أوراق من جانب واشنطن، عشية الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، ويرى بعض المراقبين أن ما يجري في الموصل والرقة، وما تقدم عليه واشنطن من خطوات معادية خطيرة، قد تتسبب في حروب بين روسيا والولايات المتحدة ميدانها الاراضي السورية، ان فتح ممر خاص في جنوب الموصل لخروج مسلحي داعش باتجاه سوريا يفسر لماذا أوقفت التعاون بين أمريكا وروسيا بشأن الأزمة السورية، وفي منطقة حلب تحديدا.
والسؤال الذي يطرح نفسه، ما هو موقف الشعوب العربية مما يحدث في العراق وسوريا بعد الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة مؤخرا، وفي مقدمتها، فتح مسارات آمنة لنقل ارهابيي داعش، أليست واشنطن هي التي تحرك داعش لتدمير الساحات العربية، وقتل أبنائها، وما هو موقف الشعوب العربية، من الدعم التركي السعودي القطري للعصابات الارهابية؟!
وثانية، أين الوعي العربي؟!
أليست أمريكا هي التي تشن حربا دموية ارهابية على شعوب الأمة؟! فلماذا لا تنطلق هذه الشعوب للرد على أمريكا وأدواتها من أنظمة الردة؟!