والنظام السعودي التضليلي لم يكتف دوره القذر في مخطط توطين اللاجئين الفلسطينيين، مقدمة لتصفية القيادة الفلسطينية، وانما اضطلع بدور آخر، لا يقل خطورة عن مخطط توطين اللاجئين الفلسطينيين، وهو الاتفاق والتنسيق مع اسرائيل الذي يتحالف معها وكندا، على تهجير السوريين من درعا الى القنيطرة وعددهم خمسون ألفا الى دول بعيدة مثل كندا، هذا الاتفاق السعودي الاسرائيلي الكندي يبدو أنه قد بدأ بالفعل بتمويل سعودي، وقد أعطت تل أبيب الضوء الاخضر لتنفيذ هذا المخطط في منطقة تتواجد فيها عصابات ارهابية ممولة من الرياض والدوحة، عندما أجرى وزير الدفاع الوهابي محمد بن سلمان نجل الملك اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ــ المنار كشفت عن ذلك في حينه ــ واستنادا الى مصادر عليمة، فقد التقى وفد سعودي مع وفد اسرائيلي في مدينة تبوك السعودية، بعد الاتصال الهاتفي بأيام قليلة، وبحث الوفدان الدعم الاسرائيلي للعصابات الارهابية في منطقة الجولان وتلك القريبة من الحدود مع الاردن، ومسألة انشاء شريط امني اسرائيلي داخل الاراضي السورية، وتهجير السوريين القاطنين هناك الى كندا ودول أخرى بتمويل سعودي، اضافة الى تكثيف اسرائيل لعملياتها العدوانية المباشرة التي تنفذ ضد مواقع الجيش السوري اسنادا للعصابات لعصابات الارهاب، وكان موفد سعودي وآخر اسرائيلي قد قاما معا بزيارة الى كندا منتصف شهر ايلول الماضي للترتيب لمخطط تهجير السوريين في منطقة الجولان الى الاراضي الكندية، واضافت المصادر العليمة أن النظام الوهابي التكفيري في السعودية قد رصد منذ سنوات مبلغ خمسة مليارات دولار لتوطين اللاجئين الفلسطينين كدعم أولي، ثم عادت و "تبرعت" بمبلغ ملياري دولار لتهجير سوريين من اراضيهم الى الخارج، وفي هذا السياق أفادت المصادر بأن مجموعة من الدول كانت قد اتفقت فيما بينها قبل سنوات على المشاركة في مخطط توطين اللاجئين الفلسطينيين ومنها، امريكا واليابان وكندا واسرائيل والمملكة الوهابية السعودية.
هذه الادوار القذرة التي يضطلع بها النظام الاجرامي السعودي، تؤكد مجددا خطورة هذا النظام على شعوب الامة العربية، التي يفترض فيها التحرك للجم النظام السعودي التآمري الذي بات اداة في اليد الاسرائيلية ضد قضايا الامة العربية.